الاثنين، 4 سبتمبر 2017

فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ

بســـــــــــم الله الرحمن الرحيمفإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود )الإســـــــــــــــــــلام هو الدين الذي بعث الله سبحانه وتعالى به الأنبياء وبموجبه يحاسب الخلق إما إلى الجنة وإما إلى النار لقوله عز وجلإن الدين عند الله الإسلام () ومن لا يأت بالإسلام فلا حظ له عند الله تعالى لقوله عز وجلو من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين () وهو وصية الله تعالى الى عباده قال تعالىيا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون().فما هو الإسلام كما يريده الله تعالى ؟ الجواب: الإسلام يقوم على ركنين:الأولإعلان وهو قول لا إله إلا الله أي:لا أؤله(أعبدفي حياتي إلا الله تعالى.الثانيالترجمة العملية لهذا الإعلان وهو قوله تعالىولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين (), وهذا نفس قوله تعالىلا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا () وهو نفس قوله تعالىوقال الله لا تتخذوا الهين اثنين إنما هو اله واحد فإياي فاتقون() وهو نفس قوله تعالىاعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون() فالإسلام يدور على فهم أربع كلماتالعبادةاعبدواو الله المعبود بحق و اجتنبواو الطاغوتالمعبود من دون الله تعالى).أولاالعبــــــــــــــــــــادة هـــــي :1- الدعــــــــاءدليل ذلك قوله تعالىوأعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا() فلما أعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق وكلا جعلنا نبيا()وقوله تعالىفلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين() والآيات كثيرةوالدعاء هو الدين وله ثلاث معان وكيفيات هي:1- السؤال والاستغاثة قال تعالىهنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء () وقال تعالىادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين(). والآيات كثيرة.2- الطاعةقال تعالىولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين(), وقوله تعالىقل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما()وقولهوقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين() فإن من معان الأمر أيضا الدعاء قال تعالىإنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون().3- التسمية بالأسماء الحسنىقال تعالىولله الأسماء الحسنى فادعوه بها الآية.2- الحكــــــمقال تعالىيا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون () وقوله تعالىما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا() مرادف لقوله تعالىفمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا()والحكم هو الدين ويتعلق به ثلاثة أمور:1- تشريع الأحكام التكليفية والوضعية قال تعالىأفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون().2- الحكم بالأحكامتكليفية أو وضعية)وأن أحكم بينهم بما أنزل الله الآية.3- التحاكم إلى الحاكم: قال تعالىفلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية .3- الـــــــولاءقال تعالىوالذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا الآية فبين تعالى أن اتخاذ الأولياء عبادة, والولاء هو الدين وله أربعة معان وكيفيات:1- الطــاعةقال تعالىيا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين () بل الله مولاكم وهو خير الناصرين().2- الإتبـاعقال تعالىاتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون().3- النـصرةقال تعالىوما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل () وقال تعالىواتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون() وقال تعالىيا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ().4- المحـبةومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله.. إلى قوله تعالىإذ تبرا الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعن بهم الأسباب() وقال تعالىقل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الآية .ثانياالله سبحانه وتعالى,وقد عرف نفسه في آيات كثيرة منها قوله تعالىهو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم () هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون() هو الله الخالق الباريء المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم().ثالثاالاجتناب اجتنبوا): وهذا بينه سبحانه وتعالى من خلال ردود الأقوام على دعوة رسلهم لما قالت لهم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت () فما هو رد الأقوام كما بين سبحانه وتعالى ؟ الجواب:- قوم نوح عليه السلاموقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا().قوم هود عليه السلام قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين() وقال تعالىقالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤناقوم صالح عليه السلام كما أخبر عز وجل بقولهقالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب().قوم شعيب عليه السلام كما أخبر عز وجل بقولهقالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد ().فرعون وقومه كما أخبر عز وجل بقوله: وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون().العرب قوم محمد عليه الصلاة والسلام كما أخبر الله تعالى بقولهإنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون () ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون().فالاجتناب الترك وقد ورد باللفظين المترادفين, نترك ونذر وهو النفي.رابعاالطاغوت المعبود من دون الله ), وهو:1- طاغوت يعقلجن أو إنسالمعبود من دون الله تعالى وهو راض.2- طاغوت لا يعقل جماد أو نبات أو حيوانالمعبود من دون الله ولا اعتبار للرضا.والطاغوت عموما ينقسم إلى ثلاثة أقسام بحسب مظاهر العبادة:أطاغوت دعــاءسؤال واستغاثة وطاعة وتسمية) وهو ما يطلق عليه التنسك أو النسك أو التقرب : قال تعالىإن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين().بطاغوت حكــم: قال تعالىألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت الآية.تطاغوت ولاء: قال تعالىالله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات () وقال تعالىالذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا().ولذلك بين سبحانه وتعالى العبادة بعدم اتخاذ غيره بالدعاء والحكم والولاء بقوله:1- قل أغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء الآية.2- أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا الآية.3- قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم الآية.فالمعبود بحق هو الله تعالى الخالق ولا خالق إلا هو سبحانه وتعالى والمعبود بالباطل الطاغوتهو كل مخلوق ينسب له الحكم والأمر والاستغاثة والإتباع والمحبة والنصرة دون الرد إلى قول الله تعالى وقول رسول الله عليه السلام --- سواء كان يعقل أو لا يعقل وغالب المعبودات التي لا تعقل هي الأوثان وهي الجمادات سواء كانت كما خلقها الله تعالى أو وضعهاصنعهاأو شكلها الإنسان وكل ما يصدر عن الإنسان فهو جماد كما بين تعالى محاجة إبراهيم لقومهأتعبدون ما تنحتون() وحقيقتها واحدة مهما اختلف شكلها وتغير اسمها فهيلا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ولا تأكل ولا تشرب ولا تمشي ولا تدافع عن نفسها قال تعالىهل يسمعونكم إذ تدعون () أو ينفعونكم أو يضرون() وقال تعالى فاسألوهم إن كانوا ينطقون() وقال تعالىألا تأكلون() وهي الحجة التي أوتيها إبراهيم عليه السلام على قومهوتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم() ولذلك قال الله تعالى لرسوله عليه السلام محاجا قومهألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون() ولا يمكن بحال أن تكون الجمادات مما ينسب لها شيء من شرع الله تعالى كما يقال موافق للشرع أو مخالف للشرع إذ كيف يكون للجماد قول -أمر ونهي -وحكم تحريم وإباحة؟ وهل يقول عاقل ذلك ؟ وكيف يكون لجماد تنظيم حياة البشر وهي القاصرة عن تنظيم نفسها إذ لا حياة فيها,والطاغوت على ضربين :الطواغيت من غير العقلاء وخاصة الأوثان:الدساتير والقوانين والأوطان الخ قال تعالىفاجتنبوا الرجس من الأوثان الآية وقال تعالىإنما تعبدون من دون أوثانا وتخلقون إفكا الآية .الطواغيت ممن يعقل وغالبا ما يكونون ممن يحافظون على الطواغيت التي لا تعقل وخاصة الوثنية سواء كانوا بصفة فردية أو مؤسسات أو أنظمة أو من العلماء الأحبار والرهبانالذين يحرفون الأدلة بـتأويل باطل من إباحة الكفر أو تحليل الحرام أو تحريم الحلال.والطاغوت الوثن طاغوتيته مطلقة وتتعلق بعموم الناس إذ لا تعامل معها إلا من منطلق الطاغوتية بخلاف الطاغوت البشري فقد تكون طاغوتيته مطلقة ومقيدة وما يكون طاغوتا بحق أناس قد لا يكون طاغوت بحق آخرين وما يكون طاغوتا في حال قد لا يكون طاغوتا في حال آخر وما يكون طاغوتا في وقت قد يكون مسلما في وقت آخر بخلاف الأوثان وهذا قليل من يتطفن له في التعامل مع الأدلة الشرعية التي لا بد من معرفة الحكم أولا ثم معرفة الواقع للزمن والأشخاص.خامسالا إله إلا الله تتضمن النفي والإثبات أي تثبت عبادة الله تعالى وتنفي المعبود من دون الله سبحانهاجتنابه أي تركهوعليه فقولنا لا إله إلا الله لا بد أن نقصد منه:لا لأي مسئول ومستغاث به ومطاع ومسمى بالأسماء الحسنى إلا الله تعالى.لا لأي شرع وحكم إلا تشريع وحكم الله تعالى.لا لأي منصور ومحبوب إلا الله تعالى ولا إتباع إلا لشرع الله تعالى.فالمسلم ليس في حياته إلا قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام حكما واتباعا وطاعة وتحاكما ومحبة ونصرة وتشريعا وأولوا الأمر هم القائمون والمحافظون على قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام وليس في حياتهم إلا طاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه السلام وسوى ذلك فهو الكفر والطاغوتية والمرء على دين من يطيع ويتبع ويتحاكم اليه ويحبه وينصره ومن جعل لغير الله تعالى مع الله تعالى شيئا من ذلك فهو المشرك الكافر فالله يريد ذلك كله خالصا له وهذا معنى قوله تعالىوقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله الآية أيحتى يكون الدعاء كلهسؤالا واستغاثة وطاعة وتسمية بالأسماء الحسنىوالحكم كلهتشريعا وحكما وتحاكماوالولاء كله طاعة واتباعا ومحبة ونصرةوانظر إلى لفظ كله أي ليس لغيره منه شيء فالدين هوالعبادة وهو الدعاء والولاء والحكم .قال الأصفهاني رحمه الله تعالىوالدين يقال اعتبارا بمن يقيمه إذ كان معناه الطاعة أ.هـ المفردات في غريب القرآن .472وقال أيضاالدين يقال للطاعة والجزاء واستعير للشريعةوالدين الملة لكنه يقال باعتبار الطاعة والانقياد للشريعة قال تعالىإن الدين عند الله الإسلام() وقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن() أيطاعة أ.هـ المفردات 175.قال ابن تيمية رحمه الله تعالىوحقيقة الشريعة إتباع الرسل والدخول تحت طاعتهم كما أن الخروج عنها خروج عن طاعة الرسل وطاعة الرسل هي دين الله الذي أمر بالقتال عليهفقال :وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله () .فإنه قد قال من يطع الرسول قد أطاع الله () والطاعة دين له أ.هـ الفتاوى 19/166-168.وقال ابو حيان رحمه الله تعالى في تفسيرهوفسرت العبادة في إياك نعبد وإياك نستعين بأنها التذل والخضوع وهو أصل موضوع اللغة أو الطاعة كقوله لا تعبد الشيطان() , أو التقرب بالطاعة أو الدعاء أ.هـ البحر المحيط .قال الشوكاني رحمه اللهفادعوه مخلصين له الدين أي:الطاعة والعبادة أ.هـ فتح القديرقال الشنقيطي رحمه الله على قوله تعالى وله الدين واصبا ما نصهالدين هنا الطاعة ومنه سميت أوامر الله ونواهيه دينا أ.هـ أضواء البيان 3/278.قال ابن تيمية رحمه الله كلاما جامعا صريحا واضحا:الاستسلام لله وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده فهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره وذلك إنما يكون أن يطاع في كل وقت بفعل ما أمر به في ذلك الوقت .. إلى قولهفالدين هو الطاعة والعبادة أ.هـ وقال أيضاوقال صلى الله عليه وسلم إنا معاشر الأنبياء ديننا واحدمتفق عليهوهو الاستسلام لله لا لغيره بأن تكون العبادة والطاعة له والذل وهو حقيقة لا إله إلا الله .أ .هـ الفتاوى 5/184.قال تعالىوأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ().هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب)


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More