(سلسلة كشف الإضطراب عن آية الإجتناب 01)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه استعين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد.
وبه استعين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد.
لقد إضطرب كثير من الناس عن آيات الكتاب وبالخاص آية أصل الدين قوله تعالى : { اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }الآية [النحل 36], ويكمن كل إضطرابهم في آية اجتناب الطاغوت٠ من أجل العيش في الدنيا رضوا بعبادة الطاغوت الذي يوفر لهم سبل العيش من خلال اولوهيته الباطلة والله هو الذي يوفر ويمنع ولم يعلموا ما خلقهم الله إلا أن يعبُده وحده) كما قال تعالى؛ (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) والعبادة تكون في كل شأن من شؤون الحياة كما قال تعالى :{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام 162]،واجتنبوا الطاغوت في كل شأن من شؤون الحياة، ( اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) الاية يجب على المسلم أن ينفي هذا الطاغوت مُطلقاً من كل شأن في حياته ويُثبت عباته لله في كل شأن حتى يكون مسلم لله خالص.
فرأيت أنه يتعين على مثلي بعد أن من الله علي بنور الإسلام ،والنظر في وقعنا هذا الذي انخراط الناس إلى عبادة الطاغوت وتركوا عبادة الله إلا ما رحم الله. يجب أن أكشف حقيقة شبهات المضطربين عن آية إجتناب الطاغوت التي أرسل الله بها كل الرُّسُل لعل الله أن يحشرنا في زمرة الذين ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
(1) كشف الاضطراب آية الزمر{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ }[17 الزمر
أقول بعون الله
سبحان الله كل الذين يقولون أن إجتناب الطاغوت هو اجتناب عبادته ولا يجتنب اجتنابا مطلقا ليس لديهم دليل من الله بل هو قول :القرطبي الذي لم يفهموا حقيقته ويدركوا دلالاته مع أنه ليس بدليل شرعي وقد خالفوا أصل الدين في الحوار وهو قوله تعالى: فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كناتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأوبلا )النساء] فردهم إلى أقوال الرجال في غير محل الإستدلال ولرد شبهتهم وباطلهم فهذا بيانه: الشبهة دخلت عليهم من ناحيتين:
الأولى: عدم ضبط النص والوقوف عنده ومعه فلم يدوروا معه حيث دار وخرجوا عنه.
الثانية : من قول العلماء وليس من النصوص الشرعيي
فالنص هو قوله تعالى : {واجتنبوا الطاغوت}الآية [النحل 36] فالنص صريح بأن الأمر بإجتناب الطاغوت (المعبود من دون الله تعالى) حقيقة الطاغوت كما أن تقدير لفظ عبادة في تفسير قوله تعالى : {اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية}[ النحل 36] غير وارد عند العلماء، وإليكم أقوالهم رحمهم الله تعالى على قوله تعالى : {أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }الآية
الأولى: عدم ضبط النص والوقوف عنده ومعه فلم يدوروا معه حيث دار وخرجوا عنه.
الثانية : من قول العلماء وليس من النصوص الشرعيي
فالنص هو قوله تعالى : {واجتنبوا الطاغوت}الآية [النحل 36] فالنص صريح بأن الأمر بإجتناب الطاغوت (المعبود من دون الله تعالى) حقيقة الطاغوت كما أن تقدير لفظ عبادة في تفسير قوله تعالى : {اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية}[ النحل 36] غير وارد عند العلماء، وإليكم أقوالهم رحمهم الله تعالى على قوله تعالى : {أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }الآية
قال الطبري: وابعدوا من الشيطان واحذروا ان يغويكم ويصدكم عن سبيل الله فتضلوا أ.هـ 7/582
قال ابن كثير عليه رحمة الله تعالى: وكلهم يدعون الى عبادة الله وينهون عن عبادة سواه أ.هـ 2/750.
القرطبي: أي اتركوا كل معبود دون الله كالشيطان والكاهن والصنم وكل من دعا الى الضلال أ.هـ 10/94.
البغوي : وهو كل معبود من دون الله
البيضاوي: لم يذكر شيئا.
البيضاوي: لم يذكر شيئا.
الجلالين: الأوثان أن تعبدوها وكذلك الشوكاني في فتح القدير: 3/231.
الواحدي: الشيطان وكل من يدعو الى الضلالة أ.هـ 1/606.
الواحدي: الشيطان وكل من يدعو الى الضلالة أ.هـ 1/606.
النسفي: الشيطان يعني طاعته أ.هـ 2/256.
الألوسي قال الحسن وهو الشيطان والمراد من اجتنابه اجتناب ما يدعوا اليه أ.هـ 14/137.
ابن الجوزي: وهو الشيطان أ.هـ 4/445.
الشبهة :
وهي فيما يتعلق بقوله تعالى:{ والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وأنابوا الى الله لهم البشرى فبشر عباد}[ الزمر.
قالوا بأن تقييد الإجتناب بالعبادة مما يعني أن هناك تعاملات مع الطاغوت ليست عبادة بناءً على قول : القرطبي رحمه الله تعالى على هذه الآية ونص قوله : {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد،الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}[الزمر18.17]
قوله تعالى: "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها" قالالأخفش: الطاغوت جمع ويجوز أن تكون واحدة مؤنثة. وقد تقدم. أي تباعدوا منالطاغوت وكانوا منها على جانب فلم يعبدوها. قال مجاهد وابن زيد: هوالشيطان. وقال الضحاك والسدي: هو الأوثان. وقيل: إنه الكاهن. وقيل إنه اسمأعجمي مثل طالوت وجالوت وهاروت وماروت. وقيل: إنه اسم عربي مشتق منالطغيان، و"أن" في موضع نصب بدلا من الطاغوت، تقديره: والذين أجتنبوا عبادةالطاغوت. "وأنابوا إلى الله" أي رجعوا إلى عبادته وطاعته. "لهم البشرىفبشر عباد" "لهم البشرى" في الحياة الدنيا بالجنة في العقبى. روي أنها نزلتفي عثمان وعبدالرحمن بن عوف وسعد وسعيد وطلحة والزبير رضي الله عنهم؛سألوا أبا بكر رضي الله عنه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا. وقيل: نزلت في زيد بنعمرو بن نفيل وأبي ذر وغيرهما ممن وحد الله تعالى قبل مبعث النبي صلى اللهعليه وسلم. وقوله: "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" قال ابن عباس: هوالرجل يسمع الحسن والقبيح فيتحدث بالحسن وينكف عن القبيح فلا يتحدث به. وقيل: يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن. وقيل: يستمعون القرآن وأقوالالرسول فيتبعون أحسنه أي محكمه فيعملون به. وقيل: يستمعون عزما وترخيصافيأخذون بالعزم دون الترخيص. وقيل: يستمعون العقوبة الواجبة لهم والعفوفيأخذون بالعفو. وقيل: إن أحسن القول على من جعل الآية فيمن وحد الله قبلالإسلام "لا إله إلا الله". وقال عبدالرحمن بن زيد: نزلت في زيد بن عمرو بننفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي، اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها فيجاهليتهم، واتبعوا أحسن ما صار من القول إليهم. "أولئك الذين هداهم الله" لما يرضاه. "وأولئك هم أولو الألباب" أي أصحاب العقول من المؤمنين الذينانتفعوا بعقولهم. أ.هـ التفسير 15/213.
وهي فيما يتعلق بقوله تعالى:{ والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وأنابوا الى الله لهم البشرى فبشر عباد}[ الزمر.
قالوا بأن تقييد الإجتناب بالعبادة مما يعني أن هناك تعاملات مع الطاغوت ليست عبادة بناءً على قول : القرطبي رحمه الله تعالى على هذه الآية ونص قوله : {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد،الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}[الزمر18.17]
قوله تعالى: "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها" قالالأخفش: الطاغوت جمع ويجوز أن تكون واحدة مؤنثة. وقد تقدم. أي تباعدوا منالطاغوت وكانوا منها على جانب فلم يعبدوها. قال مجاهد وابن زيد: هوالشيطان. وقال الضحاك والسدي: هو الأوثان. وقيل: إنه الكاهن. وقيل إنه اسمأعجمي مثل طالوت وجالوت وهاروت وماروت. وقيل: إنه اسم عربي مشتق منالطغيان، و"أن" في موضع نصب بدلا من الطاغوت، تقديره: والذين أجتنبوا عبادةالطاغوت. "وأنابوا إلى الله" أي رجعوا إلى عبادته وطاعته. "لهم البشرىفبشر عباد" "لهم البشرى" في الحياة الدنيا بالجنة في العقبى. روي أنها نزلتفي عثمان وعبدالرحمن بن عوف وسعد وسعيد وطلحة والزبير رضي الله عنهم؛سألوا أبا بكر رضي الله عنه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا. وقيل: نزلت في زيد بنعمرو بن نفيل وأبي ذر وغيرهما ممن وحد الله تعالى قبل مبعث النبي صلى اللهعليه وسلم. وقوله: "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" قال ابن عباس: هوالرجل يسمع الحسن والقبيح فيتحدث بالحسن وينكف عن القبيح فلا يتحدث به. وقيل: يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن. وقيل: يستمعون القرآن وأقوالالرسول فيتبعون أحسنه أي محكمه فيعملون به. وقيل: يستمعون عزما وترخيصافيأخذون بالعزم دون الترخيص. وقيل: يستمعون العقوبة الواجبة لهم والعفوفيأخذون بالعفو. وقيل: إن أحسن القول على من جعل الآية فيمن وحد الله قبلالإسلام "لا إله إلا الله". وقال عبدالرحمن بن زيد: نزلت في زيد بن عمرو بننفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي، اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها فيجاهليتهم، واتبعوا أحسن ما صار من القول إليهم. "أولئك الذين هداهم الله" لما يرضاه. "وأولئك هم أولو الألباب" أي أصحاب العقول من المؤمنين الذينانتفعوا بعقولهم. أ.هـ التفسير 15/213.
المسألة الأولى في كشف هده شبهة : هذه الآية لا تعتبر تقييدا لقوله تعالى: {اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } الآية [النحل 36] لأن :
1- هذه الآية متعلقة بالأوثان فقط ومعلوم أن الطاغوت ليس مقيدا بالأوثان فلو كانت كذلك لكانت دليلاً على جواز عدم إجتناب باقي الطواغيت.
2- أن هذه الآية خبرعن جزاء من من لم يعبد الأصنام لقوله تعالى : واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام رب انهن اضللن كثيرا من الناس} الآية[ إبراهيم35] .
3- تفيد من حيث النص بيان أن لفظ الطاغوت يكون بصيغة التأنيث وهو قوله( أن يعبدوها):
1- هذه الآية متعلقة بالأوثان فقط ومعلوم أن الطاغوت ليس مقيدا بالأوثان فلو كانت كذلك لكانت دليلاً على جواز عدم إجتناب باقي الطواغيت.
2- أن هذه الآية خبرعن جزاء من من لم يعبد الأصنام لقوله تعالى : واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام رب انهن اضللن كثيرا من الناس} الآية[ إبراهيم35] .
3- تفيد من حيث النص بيان أن لفظ الطاغوت يكون بصيغة التأنيث وهو قوله( أن يعبدوها):
قال البغوي: والذين اجتنبوا الطاغوت الأوثان 1/112وقال : وقال في المؤنث : والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها أ.هـ 1/315 وكذلك قال ذلك ابن الجوزيفي زاد المسير ص306. وقال الألوسي : والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وهو تأنيث أعتباري أ.هـ روح المعاني 3/13.
أن لها سبب نزول وهي بحق ثلاثة هم زيد بن عمروا بن نفيل وأبو ذر وسلمان الفارسي .
قال ابن كثير: والصحيح انها شاملة لهم ولغيرهم ممن اجتنب عبادة الاوثان.فهو يصحح سبب النزول.
وعلى هذا فهي مدنية لأن سلمان اسلم في المدينة وعلى ذلك فهي متأخرة عن آية : اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية
أن لها سبب نزول وهي بحق ثلاثة هم زيد بن عمروا بن نفيل وأبو ذر وسلمان الفارسي .
قال ابن كثير: والصحيح انها شاملة لهم ولغيرهم ممن اجتنب عبادة الاوثان.فهو يصحح سبب النزول.
وعلى هذا فهي مدنية لأن سلمان اسلم في المدينة وعلى ذلك فهي متأخرة عن آية : اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية
/ وهي بذلك لا تعتبر تقييدا.
1- أن البدل الذي ورد في القرآن ينقسم الى :
أ- بدل الكل من الكل .
ب- بدل البعض من الكل كقولك: رأيت قومك أكثرهم وثلثيهم وناسا منهم.
ت- بدل اشتمال
وعبرة البدل ان يصلح بحذف الأول وإقامة الثاني مكانه أ.هـ اللمع في العربية للموصلي ( عثمان بن جني الموصلي) 1/88.
بدل الاشتمال: بدل شيء من شيء يشتمل عامله على معناه اشتمالا بطريق الاجمال أ.هـ أوضح المسالك 3/402
وشرط بدل الاشتمال : ان يكون الأول مشتملا على الثاني والثاني قائم به كقولك : يعجبني زيد عقله أ.هـ اللباب علل البناء والإعراب 1/413.
بدل الاشتمال :وهو الدال على معنى في متبوعه أ.هـ شرح ابن عقيل.
فالطاغوت يشتمل على معنى العبادة لأنه اسم جنس.
قال القرطبي عند قوله تعالى: قتال فيه الآية ، قتال بدل اشتمال لأن السؤال اشتمل على الشهر وعلى القتال أي : يسألك الكفار تعجبا من هتك حرمة الشهر فسؤالهم عن الشهر إنما لأجل القتال فيه أ.هـ التفسير 3/40.
أ- بدل الكل من الكل .
ب- بدل البعض من الكل كقولك: رأيت قومك أكثرهم وثلثيهم وناسا منهم.
ت- بدل اشتمال
وعبرة البدل ان يصلح بحذف الأول وإقامة الثاني مكانه أ.هـ اللمع في العربية للموصلي ( عثمان بن جني الموصلي) 1/88.
بدل الاشتمال: بدل شيء من شيء يشتمل عامله على معناه اشتمالا بطريق الاجمال أ.هـ أوضح المسالك 3/402
وشرط بدل الاشتمال : ان يكون الأول مشتملا على الثاني والثاني قائم به كقولك : يعجبني زيد عقله أ.هـ اللباب علل البناء والإعراب 1/413.
بدل الاشتمال :وهو الدال على معنى في متبوعه أ.هـ شرح ابن عقيل.
فالطاغوت يشتمل على معنى العبادة لأنه اسم جنس.
قال القرطبي عند قوله تعالى: قتال فيه الآية ، قتال بدل اشتمال لأن السؤال اشتمل على الشهر وعلى القتال أي : يسألك الكفار تعجبا من هتك حرمة الشهر فسؤالهم عن الشهر إنما لأجل القتال فيه أ.هـ التفسير 3/40.
2- تقدير محذوف يترتب عليه الآتي :
أ -ن أصل الدين متشابه والألفاظ المقدرة لا يتوصل إليها إلا لفئة خاصة متمكنة من علوم اللغة وبذلك يخرج الدعوة عن عموميتها بينما إجتناب جنس الطاغوت والذي دل عليه النص دليل على عمومية الرسالة وان تعلمها باستطاعة كل إنسان حتى الطفل ولا بد من دليل صريح من نفس النص لأن تأخير البيان لا يجوز عن وقت العمل به والعمل بالتوحيد على الفور.
ب- اخراج دلالة النص الظاهرة والمنصوص عليها الى دلالة غير ظاهرة دون ترجيح ومعلوم أن التأويل : هو صرف المعنى الظاهر عن ظاهره الى معنى مرجوح بدليل وهذا لا يمكن أن يتعلق بهذا الأصل من ناحيتين:
الاولى : جعل أصل الدين من المتشابهات.
الثانية: أن تقدير لفظ محذوف لا يدخل في التأويل لأن التأويل بناءً على معنيين راجح ومرجوح وهنا ليس التقدير للمعنى .
ج- إعتبار أصل الدين اجتهادي على إعتبار أن هناك من التعامل مع الطاغوت ما هو عبادة ومنه ما ليس بعبادة وهذا بحد ذاته يحتاج الى دليل خاص تفصيلي مع نفس النص وهذا ما لم يحدث من أي نبي على الاطلاق فلم يقل أحد منهم لقومه: {اجتنبوا الطاغوت } في كذا ولا تجتنبوه في كذا لأن كذا عبادة وكذا ليس عبادة ويلزم القائل نص بالنهي ونص بإلاباحة على كل مسألة وهذا يجعل أصل الدين من المبهمات وتكليف بما لا يستطاع لأن المكلف مأمور حينئذ من أول الدعوة معرفة ما يجوز وما لا يجوز وهذا يحتاج الى نصوص تفصيلية من الوحي أو تركها لاجتهاد ورأي كل شخص .
وعليه فالقول ان كل ما يتعلق بالطاغوت ( كون معناه المعبود) عبادة وقوفا مع النص هو الأصل وهو الحق والقول بغير ذلك إخراج لدلالة النص عن ظاهره ( أقوال بخصوص هذا).
كذلك التفريق في التعامل معه حال كونه معبودا وحال كونه عابدا لغير الله تعالى هو الحق الذي تشهد له النصوص والأدلة وقوفا مع النصوص الصريحة الواضحة البينة فالرد الى العلة المنصوص عليها هو الحق والرد الى علة مجتهد فيها هو الباطل لأن هذا معناه:
- عدم التفريق بين الطاغوت وبين المشرك فليس كل مشرك طاغوت بينما العكس صحيح.
- ان هذا قياس مع الفارق وهو قياس العابد على المعبود وهذا قياس فاسد.
- فيه قياس شريعة الطاغوت على شريعة الله عز وجل وقياس الطاغوت على المسلم .
أ -ن أصل الدين متشابه والألفاظ المقدرة لا يتوصل إليها إلا لفئة خاصة متمكنة من علوم اللغة وبذلك يخرج الدعوة عن عموميتها بينما إجتناب جنس الطاغوت والذي دل عليه النص دليل على عمومية الرسالة وان تعلمها باستطاعة كل إنسان حتى الطفل ولا بد من دليل صريح من نفس النص لأن تأخير البيان لا يجوز عن وقت العمل به والعمل بالتوحيد على الفور.
ب- اخراج دلالة النص الظاهرة والمنصوص عليها الى دلالة غير ظاهرة دون ترجيح ومعلوم أن التأويل : هو صرف المعنى الظاهر عن ظاهره الى معنى مرجوح بدليل وهذا لا يمكن أن يتعلق بهذا الأصل من ناحيتين:
الاولى : جعل أصل الدين من المتشابهات.
الثانية: أن تقدير لفظ محذوف لا يدخل في التأويل لأن التأويل بناءً على معنيين راجح ومرجوح وهنا ليس التقدير للمعنى .
ج- إعتبار أصل الدين اجتهادي على إعتبار أن هناك من التعامل مع الطاغوت ما هو عبادة ومنه ما ليس بعبادة وهذا بحد ذاته يحتاج الى دليل خاص تفصيلي مع نفس النص وهذا ما لم يحدث من أي نبي على الاطلاق فلم يقل أحد منهم لقومه: {اجتنبوا الطاغوت } في كذا ولا تجتنبوه في كذا لأن كذا عبادة وكذا ليس عبادة ويلزم القائل نص بالنهي ونص بإلاباحة على كل مسألة وهذا يجعل أصل الدين من المبهمات وتكليف بما لا يستطاع لأن المكلف مأمور حينئذ من أول الدعوة معرفة ما يجوز وما لا يجوز وهذا يحتاج الى نصوص تفصيلية من الوحي أو تركها لاجتهاد ورأي كل شخص .
وعليه فالقول ان كل ما يتعلق بالطاغوت ( كون معناه المعبود) عبادة وقوفا مع النص هو الأصل وهو الحق والقول بغير ذلك إخراج لدلالة النص عن ظاهره ( أقوال بخصوص هذا).
كذلك التفريق في التعامل معه حال كونه معبودا وحال كونه عابدا لغير الله تعالى هو الحق الذي تشهد له النصوص والأدلة وقوفا مع النصوص الصريحة الواضحة البينة فالرد الى العلة المنصوص عليها هو الحق والرد الى علة مجتهد فيها هو الباطل لأن هذا معناه:
- عدم التفريق بين الطاغوت وبين المشرك فليس كل مشرك طاغوت بينما العكس صحيح.
- ان هذا قياس مع الفارق وهو قياس العابد على المعبود وهذا قياس فاسد.
- فيه قياس شريعة الطاغوت على شريعة الله عز وجل وقياس الطاغوت على المسلم .
سلسلة كشف الإضطراب عن اية الاجتناب 02)
تبع لآية الزمر
تبع لآية الزمر
أقول بعون الله :
تقدير هذا المقدر المحذوف يخرج كلام الله تعالى عن الفصاحة والاعجاز لأن المعنى يصبح (اجتنبوا عبادة المعبود ) .لأن الطاغوت اسم جنس واللام والألف للجنس تعني ان المقصود من اللفظ حقيقته وماهيته لا اسمه او الفرد وكونها للجنس فمدخولها لا يدخله الإستثناء وإثبات هذا المقدر إخراج لفظ الطاغوت عن حقيقته فالمقصود من اجتنبوا الطاغوت اجتنبوا ما دون الله تعالى حال كونه معبودا فليس المهم شخصه ولكن حقيقته ومعنى ذلك انه حال كونه طاغوتا لا يوجد تعامل معه إلا عبادة له وتقدير المقدر المحذوف يخرج لفظ الطاغوت عن حقيقته أنه معبود إلى غير معبود وبذلك نقض لأصل الدين وتحريف للمصطلح الشرعي.
- والأمر المهم هو أن التقدير المتوهم من حيث الفصاحة واحكام الادِلة يقتضي أن لا نقدر لفظ في النص وأن نقدر المعنى المقدر في النص من دلالات ألفاظه.
وهذا المعنى موجود حقيقة في لفظ الطاغوت وهو المعبود من دون الله
فخلاصة الأمر أن القوم لا يدرون حقيقة معنى الطاغوت ودلالات اللفظ
فهذا تمسك بقول عالم لم يبين المقصود منه من حيث دلالة النص على اللفظ من حيث كل ما سبق فلم يقل أحد من أهل العلم ان الآية تدل على ان هناك تعامل مع الطاغوت يخرج من كونه عبادة وإلا لبينوا ذلك ووضعوا القواعد التي تميز هذا عن ذاك لانه اعظم تكليف وعليه تقوم كل تصرفات العبد .
فاذا لم نعلم حقيقة قول العالم من حيث دلالة النص على قوله بشكل صريح لا يجوز لنا ان نجعل فهمنا لقوله أصلا للدين .
- والأمر المهم هو أن التقدير المتوهم من حيث الفصاحة واحكام الادِلة يقتضي أن لا نقدر لفظ في النص وأن نقدر المعنى المقدر في النص من دلالات ألفاظه.
وهذا المعنى موجود حقيقة في لفظ الطاغوت وهو المعبود من دون الله
فخلاصة الأمر أن القوم لا يدرون حقيقة معنى الطاغوت ودلالات اللفظ
فهذا تمسك بقول عالم لم يبين المقصود منه من حيث دلالة النص على اللفظ من حيث كل ما سبق فلم يقل أحد من أهل العلم ان الآية تدل على ان هناك تعامل مع الطاغوت يخرج من كونه عبادة وإلا لبينوا ذلك ووضعوا القواعد التي تميز هذا عن ذاك لانه اعظم تكليف وعليه تقوم كل تصرفات العبد .
فاذا لم نعلم حقيقة قول العالم من حيث دلالة النص على قوله بشكل صريح لا يجوز لنا ان نجعل فهمنا لقوله أصلا للدين .
وأخيرا: فإن في كلام القرطبي رحمه الله تعالى نقض لهذا المعنى الذي ذهب اليه القائلون بهذا وهو قوله: . أي تباعدوا من الطاغوت وكانوا منها على جانب فلم يعبدوها أ.هـ :
- أنه يقصد بهذا القول وقوفا مع النص الأوثان فقط وليس عموم الطاغوت وهذا بنص قوله: فكانوا منها على جانب فلم يعبدوها . والضمير في قوله منها مؤنث والمؤنث من الطاغوت هي الأوثان وكذلك قوله : يعبدوها .
- تفسيره لمعنى اجتنبوا بقوله: تباعدوا .. وكانوا منها على جانب فهذا نص كلامه يدل بشكل صريح أنه لا تعامل معها البتة وأن عدم البعد عنها وعدم اجتنابها عبادة لها .
- قال القرطبي رحمه الله تعالى: ولقد بعثنا في كل أمة روسلاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " : أي : اتركوا كل معبود دون الله ؛ كالشيطان , والكاهن , والصنم , وكل من دعا إلى الضلال .. ( تفسيره 5/75 .
فهل يريدون اوضح من قوله هذا؟!الذي ينص بشكل صريح على أن المقصود هو ترك حقيقة المعبود الباطل .
- أنه يقصد بهذا القول وقوفا مع النص الأوثان فقط وليس عموم الطاغوت وهذا بنص قوله: فكانوا منها على جانب فلم يعبدوها . والضمير في قوله منها مؤنث والمؤنث من الطاغوت هي الأوثان وكذلك قوله : يعبدوها .
- تفسيره لمعنى اجتنبوا بقوله: تباعدوا .. وكانوا منها على جانب فهذا نص كلامه يدل بشكل صريح أنه لا تعامل معها البتة وأن عدم البعد عنها وعدم اجتنابها عبادة لها .
- قال القرطبي رحمه الله تعالى: ولقد بعثنا في كل أمة روسلاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " : أي : اتركوا كل معبود دون الله ؛ كالشيطان , والكاهن , والصنم , وكل من دعا إلى الضلال .. ( تفسيره 5/75 .
فهل يريدون اوضح من قوله هذا؟!الذي ينص بشكل صريح على أن المقصود هو ترك حقيقة المعبود الباطل .
3- أما من ناحية البناء اللغوي والاعرابي
أعراب ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية
ولقد: الواو على حسب ما قبلها، اللام موطئة للقسم، قد حرف تحقيق.
بعثنا: بعث فعل ماض مبني على السكون لإتصاله بضمير الرفع المتحرك
ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
في كل: جار ومجرور متعلق بالفعل بعث وكل مضاف.
أمة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
رسولا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أن : تفسيرية لا عمل لها وكسر آخره لالتقاء الساكنين.
اعبدوا: فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف فارقة.
الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجملة اعبدوا الله تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
واجتنبوا: الواو حرف عطف، اجتنب فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الطاغوت: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والجملة الفعلية معطوفة على جملة اعبدوا الله لا محل لها من الإعراب.
ومن المعلوم أن تعريف المفعول به هو الذي وقع عليه الفعل . وتعريف الفاعل هو من وقع الفعل منه.
فالله تعالى يريدك أن تفعل فعلا وان توقع هذا الفعل على متعلقه، وهكذا كل الافعال .
فليس في البناء الإعرابي تقدير محذوف .
وعلى فرض تقدير المحذوف فإن هذا المحذوف هو المفعول به ومن الناحية البلاغية فإن حذف المفعول به لا يكون إلا في الحالات التالية :
أعراب ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية
ولقد: الواو على حسب ما قبلها، اللام موطئة للقسم، قد حرف تحقيق.
بعثنا: بعث فعل ماض مبني على السكون لإتصاله بضمير الرفع المتحرك
ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
في كل: جار ومجرور متعلق بالفعل بعث وكل مضاف.
أمة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
رسولا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أن : تفسيرية لا عمل لها وكسر آخره لالتقاء الساكنين.
اعبدوا: فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف فارقة.
الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجملة اعبدوا الله تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
واجتنبوا: الواو حرف عطف، اجتنب فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الطاغوت: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والجملة الفعلية معطوفة على جملة اعبدوا الله لا محل لها من الإعراب.
ومن المعلوم أن تعريف المفعول به هو الذي وقع عليه الفعل . وتعريف الفاعل هو من وقع الفعل منه.
فالله تعالى يريدك أن تفعل فعلا وان توقع هذا الفعل على متعلقه، وهكذا كل الافعال .
فليس في البناء الإعرابي تقدير محذوف .
وعلى فرض تقدير المحذوف فإن هذا المحذوف هو المفعول به ومن الناحية البلاغية فإن حذف المفعول به لا يكون إلا في الحالات التالية :
الاولى : قول الله عزّ وجلّ لرسوله
محمد صلى الله عليه وسلم في سورة (الضحى/ 93 مصحف/ 11 نزول):
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى (7)}.أي: فآواك، وفهداك، فحذف المفعول رعاية للجمال الفني بتجانس أواخر الآيات. ومراعاة الجمال الفني إنما هو متعلق بالاعجاز البلاغي والفصاحة وهذا غير متحقق في مسائل اصل الدين .
محمد صلى الله عليه وسلم في سورة (الضحى/ 93 مصحف/ 11 نزول):
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى (7)}.أي: فآواك، وفهداك، فحذف المفعول رعاية للجمال الفني بتجانس أواخر الآيات. ومراعاة الجمال الفني إنما هو متعلق بالاعجاز البلاغي والفصاحة وهذا غير متحقق في مسائل اصل الدين .
الثانية : قول الله عزّ وجلّ في سورة (الكهف/ 18 مصحف/ 69 نزول):
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2)}.أي: لِيُنْذِرَ الْكَافِرِينَ بَأْساً شديداً، فحذف المفعول الأوّل لأنّه مُتَعيّن، ولدلالة مقابلة جملة "ليُنذِر" بجُمْلة "يُبَشِّرَ المؤمنين" ويظهر لنا أنّ الداعي هنا الإِيجازُ، وإمتاعُ أهل الفكر بالاستنباط، وأهل الذكاء بالاعتماد على ذكائهم.
فليس في قوله تعالى اجتنبوا الطاغوت الا مفعول واحد وعلى تقدير عبادة فإن اعراب الطاغوت يكون مضاف اليه كما انه لا ايجاز في حذف ما قدروه.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2)}.أي: لِيُنْذِرَ الْكَافِرِينَ بَأْساً شديداً، فحذف المفعول الأوّل لأنّه مُتَعيّن، ولدلالة مقابلة جملة "ليُنذِر" بجُمْلة "يُبَشِّرَ المؤمنين" ويظهر لنا أنّ الداعي هنا الإِيجازُ، وإمتاعُ أهل الفكر بالاستنباط، وأهل الذكاء بالاعتماد على ذكائهم.
فليس في قوله تعالى اجتنبوا الطاغوت الا مفعول واحد وعلى تقدير عبادة فإن اعراب الطاغوت يكون مضاف اليه كما انه لا ايجاز في حذف ما قدروه.
الثالثة : قول الله عزّ وجلّ في سورة (البقرة/ 2 مصحف/ 87 نزول):{وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ...} [الآية 20].،وقول الله عزّ وجلّ في سورة (يونس/ 10 مصحف/ 51 نزول):{وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (99)}. أي: ولو شاء الله أنْ يذهَبَ بسمعهم وأبْصَارِهم لَذَهَبَ...ولو شاء رَبُّكَ أن يُؤمِنَ من في الأرْضِ كُلُّهُمْ جَميعاً لَجَعَلَهُمْ مَجْبُورينَ لا خِيارَ لَهُم ولآمَنْ مَنْ في الأرضِ كلُّهم جميعاً عندئذٍ.
فَحَذَفَ المفعول لفعل المشيئة، وهذا الحذف هو الغالب في فعل المشيئةِ في النصوص القرآنية، وكذلك فعل الإِرادة، إلاَّ إذا كان المفعول أمراً مستغرباً أو مستنكراً أو مستحيلاً، فالداعي البلاغي لذكره أقوى من الداعي البلاغي لحذفه والداعي البلاغي للحذف هنا: الإِيجاز والتشويق بالإِبهام ليأتي البيان بعده شافياً، مع داعي إمتاع أهل الفكر بالاستنباط والاستخراج الفكري اعتماداً على دلالات القرائن. وما تحقق هنا لا يتحقق في قوله تعالى: اجتنبوا الطاغوت ).الآية.
فَحَذَفَ المفعول لفعل المشيئة، وهذا الحذف هو الغالب في فعل المشيئةِ في النصوص القرآنية، وكذلك فعل الإِرادة، إلاَّ إذا كان المفعول أمراً مستغرباً أو مستنكراً أو مستحيلاً، فالداعي البلاغي لذكره أقوى من الداعي البلاغي لحذفه والداعي البلاغي للحذف هنا: الإِيجاز والتشويق بالإِبهام ليأتي البيان بعده شافياً، مع داعي إمتاع أهل الفكر بالاستنباط والاستخراج الفكري اعتماداً على دلالات القرائن. وما تحقق هنا لا يتحقق في قوله تعالى: اجتنبوا الطاغوت ).الآية.
الرابعة : قول الله عزّ وجلّ في سورة (النجم/ 53 مصحف/ 23 نزول):
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)}.وقوله فيها:{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)}.جاء في أفعال هذه الآيات الثلاث حذف المفعول به تنزيلاً للفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم، إذ الغرض بيان أنّ الله عزّ وجلّ هو الذي تكون بخلقه هذه الأفعال التي تحدث في الناس، فذكْرُ المفعول به إطناب لا لزوم له، إذْ هو خارج عن المقصود بالبيان. ونظيره قول إبراهيم عليه السلام لنمرود في محاجته له، كما جاء في سورة (البقرة/ 2 مصحف/ 87 نزول): {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ...} [الآية 258].أي: هو الذي يكون بخلقه الإِحياء والإِماتة.وهذا غير متحقق في آية أصل الدين محل النزاع.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)}.وقوله فيها:{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)}.جاء في أفعال هذه الآيات الثلاث حذف المفعول به تنزيلاً للفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم، إذ الغرض بيان أنّ الله عزّ وجلّ هو الذي تكون بخلقه هذه الأفعال التي تحدث في الناس، فذكْرُ المفعول به إطناب لا لزوم له، إذْ هو خارج عن المقصود بالبيان. ونظيره قول إبراهيم عليه السلام لنمرود في محاجته له، كما جاء في سورة (البقرة/ 2 مصحف/ 87 نزول): {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ...} [الآية 258].أي: هو الذي يكون بخلقه الإِحياء والإِماتة.وهذا غير متحقق في آية أصل الدين محل النزاع.
الخامسة : قول عمر بن معد يكرب يصف تخاذل قومه، ويُبيّن أن رماحهم المتخاذلة قَطَعَتْ لسانه عن الافتخار بهم والثناء عليهم *فَلَوْ أنَّ قَوْمِي أنْطَقَتْنِي رِمَاحُهُمْ * نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ أَجَرَّتِ*
أجَرَّت: يقال: أجرَّ فَلانٌ لسانَه إذ منَعَهُ الكلام.،فحذف مفعول "أجرّت" ومرادُه منَعَتْ لساني عن الثناء على قومي والافتخار بهم، وغرضه الإِيجاز لِلْعِلْم بالمحذوف، وللإِشارة إلى أنّ تخاذل القوم يُسكت لسان المفتخر مهما كان شأنه، مع مراعاة قافية قصيدته التي جاءت على التاء.،وهذا غير متحقق في آية محل النزاع .
أجَرَّت: يقال: أجرَّ فَلانٌ لسانَه إذ منَعَهُ الكلام.،فحذف مفعول "أجرّت" ومرادُه منَعَتْ لساني عن الثناء على قومي والافتخار بهم، وغرضه الإِيجاز لِلْعِلْم بالمحذوف، وللإِشارة إلى أنّ تخاذل القوم يُسكت لسان المفتخر مهما كان شأنه، مع مراعاة قافية قصيدته التي جاءت على التاء.،وهذا غير متحقق في آية محل النزاع .
السادسة : قول الشاعر لمن يَسْتجديه:
*بَرِّدْ حَشَايَ إِنِ اسْتَطَعْتَ بِلَفْظَةٍ * فَلَقَدْ تَضُرُّ إِذَا تَشَاءُ وَتنْفَعُ* فحذف المفعول، وأصْلُ الكلام: فلقد تضرُّني إذا تشاء وتَنْفَعُنِي، وقد يكون الداعي إرادة التعميم، أي تضرُّني وتضرّ غيري، وتنفعُنِي وتنفع غيري.، فالمفعول به المحذوف ضمير يدل عليه البناء اللغوي بينما ما يدعي المخالف أنه محذوف ليس ضمير وليس في نص ( اجتنبوا الطاغوت) ما يدل عليه كما ان ارادة التعميم غير متحققة فيه ) راجع كتاب لبلاغة العربية اسسها وعلومها ص266-269.، ولم يقل احد من أهل اللغة أو التفسير او الاصول ان في الاية حذف للمفعول به سواء استقلالا أو كونه مضاف وإقامة المضاف إليه مكانه، لأن النصوص الشرعية دلت على ان المراد من الاجتناب هو المعبود من دون الله تعالى (الإله من دون الله تعالى) ، وأنه هو الذي وقع عليه الفعل ومن يقع عليه الفعل هو المفعول به فثبت ان الطاغوت هو المفعول به وأنه لا مفعول به غيره وانه غير محذوف، فثبت سقوط هذا القول جملة وتفصيلا والحمد لله رب العالمين من كل وجه من حيث الدلالات اللغوية والشرعية .
*بَرِّدْ حَشَايَ إِنِ اسْتَطَعْتَ بِلَفْظَةٍ * فَلَقَدْ تَضُرُّ إِذَا تَشَاءُ وَتنْفَعُ* فحذف المفعول، وأصْلُ الكلام: فلقد تضرُّني إذا تشاء وتَنْفَعُنِي، وقد يكون الداعي إرادة التعميم، أي تضرُّني وتضرّ غيري، وتنفعُنِي وتنفع غيري.، فالمفعول به المحذوف ضمير يدل عليه البناء اللغوي بينما ما يدعي المخالف أنه محذوف ليس ضمير وليس في نص ( اجتنبوا الطاغوت) ما يدل عليه كما ان ارادة التعميم غير متحققة فيه ) راجع كتاب لبلاغة العربية اسسها وعلومها ص266-269.، ولم يقل احد من أهل اللغة أو التفسير او الاصول ان في الاية حذف للمفعول به سواء استقلالا أو كونه مضاف وإقامة المضاف إليه مكانه، لأن النصوص الشرعية دلت على ان المراد من الاجتناب هو المعبود من دون الله تعالى (الإله من دون الله تعالى) ، وأنه هو الذي وقع عليه الفعل ومن يقع عليه الفعل هو المفعول به فثبت ان الطاغوت هو المفعول به وأنه لا مفعول به غيره وانه غير محذوف، فثبت سقوط هذا القول جملة وتفصيلا والحمد لله رب العالمين من كل وجه من حيث الدلالات اللغوية والشرعية .
فقولنا لا إله إلا الله لا بد أن نقصد منه المعنى الذي يريده الله تعالى الذي هو نفي المعبود من دون الله تعالى وليس ما اصطلح عليه الناس في واقعهم فيجب أن تكون شهادة حق صريحة واضحة بمعنى:
- لا لأي مسئول ومستغاث به ومطاع ومسمى بالأسماء الحسنى والصفات العلى إلا الله تعالى.
- لا لأي شرع وحكم إلا تشريع وحكم الله تعالى.
- لا لأي منصور ومحبوب إلا الله تعالى.
- لا إتباع إلا لشرع الله تعالى.
فالمسلم ليس في حياته إلا قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام حكما وإتباعا وطاعة وتحاكما ومحبة ونصرة وتشريعا وأولوا الأمر هم القائمون والمحافظون على قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام والذين ليس في حياتهم إلا طاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه السلام وسوى ذلك فهو الكفر والطاغوتية , والمرء على دين من يطيع ويتبع ويتحاكم إليه ويحبه وينصره ومن جعل لغير الله تعالى مع الله تعالى شيئا من ذلك فهو المشرك الكافر, فالله يريد ذلك كله خالصا له وهذا معنى قوله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الأنفال :39),أي: حتى يكون الدعاء كله( تنسكا وسؤالا واستغاثة وطاعة وتسمية بالأسماء الحسنى) والحكم كله( تشريعا وحكما وتحاكما) والولاء كله ( طاعة واتباعا ومحبة ونصرة) وانظر إلى لفظ كله أي: ليس لغيره منه شيء والتي تعني العموم المطلق فالدين هو العبادة وهو الدعاء والولاء والحكم بمعناها العام فلا يكون المرء مسلما إلا إذا جعل كل ذلك كله بإطلاق لله وحده ومن جعل أي شيء منه لغير الله تعالى فقد خرج إلى الشرك فالله تعالى يقول:فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا (الكهف:110).
- لا لأي مسئول ومستغاث به ومطاع ومسمى بالأسماء الحسنى والصفات العلى إلا الله تعالى.
- لا لأي شرع وحكم إلا تشريع وحكم الله تعالى.
- لا لأي منصور ومحبوب إلا الله تعالى.
- لا إتباع إلا لشرع الله تعالى.
فالمسلم ليس في حياته إلا قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام حكما وإتباعا وطاعة وتحاكما ومحبة ونصرة وتشريعا وأولوا الأمر هم القائمون والمحافظون على قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام والذين ليس في حياتهم إلا طاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه السلام وسوى ذلك فهو الكفر والطاغوتية , والمرء على دين من يطيع ويتبع ويتحاكم إليه ويحبه وينصره ومن جعل لغير الله تعالى مع الله تعالى شيئا من ذلك فهو المشرك الكافر, فالله يريد ذلك كله خالصا له وهذا معنى قوله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الأنفال :39),أي: حتى يكون الدعاء كله( تنسكا وسؤالا واستغاثة وطاعة وتسمية بالأسماء الحسنى) والحكم كله( تشريعا وحكما وتحاكما) والولاء كله ( طاعة واتباعا ومحبة ونصرة) وانظر إلى لفظ كله أي: ليس لغيره منه شيء والتي تعني العموم المطلق فالدين هو العبادة وهو الدعاء والولاء والحكم بمعناها العام فلا يكون المرء مسلما إلا إذا جعل كل ذلك كله بإطلاق لله وحده ومن جعل أي شيء منه لغير الله تعالى فقد خرج إلى الشرك فالله تعالى يقول:فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا (الكهف:110).
سلسلة كشف الإضطراب عن آية الإجتناب(3)
كشف حقيقة :العمل مع الطاغوت في مؤسساته .أهـ
أقول بعون الله :
إن الله تعالى جعل التوحيد كما بينه وجاءت به الرسل بقوله: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ.. الآية, فالتوحيد عند الله تعالى هو عبادته وحده واجتناب الطاغوت وهذا النص بكل المقاييس الشرعية الأصولية محكم واضح لا لبس فيه غير متشابه بمعنى أنه لا يحتمل معنيين ولكنه عند البعض في هذا الواقع يحتمل عدة معاني.
قال: الذين لا يريدون اجتناب الطاغوت ويريدون العمل مع الطاغوت مانصه : فالذي قلناه ونقوله: أننا نحب للأخ الموحد أن يكون بعيداً عن هذه الحكومات من باب كمال اجتنابه لها، ولا شك أن منهاج حياة كل موحد هو قوله تعالى: } أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت { فذلك معنى (لا إله إلا الله) لكن منه ما هو شرط للإيمان وتركه ناقض للإيمان كاجتناب عبادة الطاغوت واجتناب التحاكم إليه مختاراً واجتناب حراسة تشريعاته وقوانينه الكفرية أو القسم على احترامها ونحو ذلك.. ومنه ما هو من كمال الإيمان وتركه ناقص للإيمان وليس بناقض للإيمان كيسير الركون والمداهنة أو تكثير سواد ظلمهم ونحو ذلك من المعاصي.أ.هـ
أقول : بعون الله
1- بما أن هذه الحكومات طاغوتية فلا بد من التعامل معها بناء على حقيقة وصفها والمتعلق بالقائمين عليها الذين هم سدنتها فهل في دين الله تعالى إباحة العمل في بيوت الآلهة المعبودة من دون الله تعالى ؟ وهل يكون الحكم في ذلك دون الكفر ؟!,فهذا أوضح الواضحات.
2- من الذي يقرر أن الاجتناب فيه اجتناب واجب لا يصح الإيمان إلا به, وكمال اجتناب قد يكون حراما وقد يكون حلالا لأنه يقول: ولذلك نكره للموحد العمل في أي وظيفة حكومية.. لكن الكراهة شيء و الحرمة أو الكفر شيء آخر.. فلا يجوز لطالب الحق أن يخلط بين هذا وهذا أ.هـ فهم يفرقون بين الكراهة والحرمة والكفر, فما هو الضابط الذي يحدد أن هذا من كمال الاجتناب جائز فعله وأن ذلك من نواقض الاجتناب وهو كفر, وبناء على هذه البدعة المنكرة صار أصل الدين من الألغاز وخاضع للتأويل الباطني وعرضة للآراء والهوى, فمن يحرس هذه القوانين ومن يقسم على احترامها يكفر, وأما من يعمل بها ويطيعها فهو مؤمن ولا شيء عليه؟!!
2- من الذي يقرر أن الاجتناب فيه اجتناب واجب لا يصح الإيمان إلا به, وكمال اجتناب قد يكون حراما وقد يكون حلالا لأنه يقول: ولذلك نكره للموحد العمل في أي وظيفة حكومية.. لكن الكراهة شيء و الحرمة أو الكفر شيء آخر.. فلا يجوز لطالب الحق أن يخلط بين هذا وهذا أ.هـ فهم يفرقون بين الكراهة والحرمة والكفر, فما هو الضابط الذي يحدد أن هذا من كمال الاجتناب جائز فعله وأن ذلك من نواقض الاجتناب وهو كفر, وبناء على هذه البدعة المنكرة صار أصل الدين من الألغاز وخاضع للتأويل الباطني وعرضة للآراء والهوى, فمن يحرس هذه القوانين ومن يقسم على احترامها يكفر, وأما من يعمل بها ويطيعها فهو مؤمن ولا شيء عليه؟!!
3- قولهم: واجتناب التحاكم إليه مختارا.ًأ.هـ كلام غير صحيح وغير دقيق لأنه حمال أوجه لأن صور عدم الاختيار متعددة فمنها الإكراه ومنها الاضطرار وهذا الإبهام مسوغا للقول بجواز التحاكم اضطرارا أو غير ذلك مع أن التحاكم صورة من صور عبادة الطاغوت.
4- قولهم : كاجتناب عبادة الطاغوت واجتناب التحاكم إليه مختاراً واجتناب حراسة تشريعاته وقوانينه الكفرية أو القسم على احترامها ونحو ذلك أ.هـ فقائل هذا القول يفرق بين اجتناب عبادة الطاغوت وبين التحاكم إليه وبين حراسة تشريعاته والقسم عليها واحترامها مع أن كل ذلك صور من عبادة الطاغوت والظاهر أن قائل هذا القول لا يدري كيف يكون الطاغوت معبودا, مع أنهم يجادلون ويقولون أن المقصود باجتناب الطاغوت والذي هو كفر إنما هو عبادته وعلى هذا فإن التحاكم إلى الطاغوت وحراسة تشريعاته والقسم عليها ليست عبادة له وإنما هي ذنب ( إن كانت ذنب عندهم) دون الكفر مع ما يترتب على هذا القول من تمييع للدين.
5- قولهم : فكما أن الكفر بالطاغوت يستلزم اجتنابه والكفر به والبراءة من أوليائه وتكفير عابديه وأنصاره أ.هـ. فانظر إلى قولهم الكفر بالطاغوت يستلزم اجتنابه والكفر به فهل يعقل أن الكفر بالطاغوت يستلزم الكفر به وهذا كلامهم بنصه مع أنهم يعتقدون أن لازم المذهب ليس بلازم.
فلم يبينوا كيف يكون الإنسان عابدا للطاغوت على شكل قاعدة عامة واضحة يُميز من خلالها ما هو عبادة وما ليس بعبادة لأن الشرك إنما يكون بعبادة غير الله تعالى والإنسان في كل فعل إما أن يكون عابدا لله أو عابدا لغيره وليس ثمة شيء ثالث ,يقول ابن تيمية رحمه الله¨: ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلا بد أنه يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا وليس في بني آدم قسم ثالث بل إما موحد أو مشرك أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل النصارى ومن أشبههم من الضلال المنتسبين إلى الإسلام أ.هـ الحسنة والسيئة 1/56.
6- أما ما أفتوا به من جواز العمل في الحكومات الطاغوتية فأنقل بعضا من أقوال الأئمة النجديين والذي بينوا فيها أن ذلك كفر مخرج من الملة لأنها دخول تحت طاعة الكفار:
قال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف رحمه الله تعالى: والمقصود بهذا: ما قد شاع وذاع من إعراض المنتسبين إلى الإسلام - وأنهم من أمة الإجابة - عن دينهم وما خلقوا له - وقامت عليه الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية - من لزوم الإسلام ومعرفته، والبراءة من ضده،?والقيام بحقوقه، حتى آل الأمر بأكثر الخلق، إلى عدم النفرة من أهل ملل الكفر، وعدم جهادهم، وانتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم، واطمأنوا إليهم، وطلبوا صلاح دنياهم بذهاب دينهم، وتركوا أوامر القرآن ونواهيه، وهم يدرسونه آناء الليل والنهار.وهذا لا شك أنه من أعظم أنواع الردة، والانحياز إلى ملة غير ملة الإسلام ودخول في ملة النصرانية، عياذاً بالله من ذلك. والدخول في طاعتهم، اتباع لملتهم، وانحياز عن ملة الإسلام... والآيات القرآنية في تحريم موالاة الكفار، والدخول في طاعتهم، أكثر من أن تحصر؛ ومن تدبر القرآن، واعتقد أنه كلام الله منـزل غير مخلوق، واقتبس الهدى والنور منه، وتمسك به في أمر دينه، عرف ذلك إجمالاً وتفصيلاً أ.هـ كتاب الجهاد8/10-14.
4- قولهم : كاجتناب عبادة الطاغوت واجتناب التحاكم إليه مختاراً واجتناب حراسة تشريعاته وقوانينه الكفرية أو القسم على احترامها ونحو ذلك أ.هـ فقائل هذا القول يفرق بين اجتناب عبادة الطاغوت وبين التحاكم إليه وبين حراسة تشريعاته والقسم عليها واحترامها مع أن كل ذلك صور من عبادة الطاغوت والظاهر أن قائل هذا القول لا يدري كيف يكون الطاغوت معبودا, مع أنهم يجادلون ويقولون أن المقصود باجتناب الطاغوت والذي هو كفر إنما هو عبادته وعلى هذا فإن التحاكم إلى الطاغوت وحراسة تشريعاته والقسم عليها ليست عبادة له وإنما هي ذنب ( إن كانت ذنب عندهم) دون الكفر مع ما يترتب على هذا القول من تمييع للدين.
5- قولهم : فكما أن الكفر بالطاغوت يستلزم اجتنابه والكفر به والبراءة من أوليائه وتكفير عابديه وأنصاره أ.هـ. فانظر إلى قولهم الكفر بالطاغوت يستلزم اجتنابه والكفر به فهل يعقل أن الكفر بالطاغوت يستلزم الكفر به وهذا كلامهم بنصه مع أنهم يعتقدون أن لازم المذهب ليس بلازم.
فلم يبينوا كيف يكون الإنسان عابدا للطاغوت على شكل قاعدة عامة واضحة يُميز من خلالها ما هو عبادة وما ليس بعبادة لأن الشرك إنما يكون بعبادة غير الله تعالى والإنسان في كل فعل إما أن يكون عابدا لله أو عابدا لغيره وليس ثمة شيء ثالث ,يقول ابن تيمية رحمه الله¨: ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلا بد أنه يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا وليس في بني آدم قسم ثالث بل إما موحد أو مشرك أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل النصارى ومن أشبههم من الضلال المنتسبين إلى الإسلام أ.هـ الحسنة والسيئة 1/56.
6- أما ما أفتوا به من جواز العمل في الحكومات الطاغوتية فأنقل بعضا من أقوال الأئمة النجديين والذي بينوا فيها أن ذلك كفر مخرج من الملة لأنها دخول تحت طاعة الكفار:
قال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف رحمه الله تعالى: والمقصود بهذا: ما قد شاع وذاع من إعراض المنتسبين إلى الإسلام - وأنهم من أمة الإجابة - عن دينهم وما خلقوا له - وقامت عليه الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية - من لزوم الإسلام ومعرفته، والبراءة من ضده،?والقيام بحقوقه، حتى آل الأمر بأكثر الخلق، إلى عدم النفرة من أهل ملل الكفر، وعدم جهادهم، وانتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم، واطمأنوا إليهم، وطلبوا صلاح دنياهم بذهاب دينهم، وتركوا أوامر القرآن ونواهيه، وهم يدرسونه آناء الليل والنهار.وهذا لا شك أنه من أعظم أنواع الردة، والانحياز إلى ملة غير ملة الإسلام ودخول في ملة النصرانية، عياذاً بالله من ذلك. والدخول في طاعتهم، اتباع لملتهم، وانحياز عن ملة الإسلام... والآيات القرآنية في تحريم موالاة الكفار، والدخول في طاعتهم، أكثر من أن تحصر؛ ومن تدبر القرآن، واعتقد أنه كلام الله منـزل غير مخلوق، واقتبس الهدى والنور منه، وتمسك به في أمر دينه، عرف ذلك إجمالاً وتفصيلاً أ.هـ كتاب الجهاد8/10-14.
1- أما ما اعتبروه من كمال الإيمان وتركه ناقص للإيمان وليس بناقض للإيمان كيسير الركون والمداهنة أو تكثير سواد ظلمهم ونحو ذلك من المعاصي.أ.هـ
أ- أما الركون فقوله تعالى: وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (هود:113),وهنا الركون عام ومتعلق بالشرك فالقليل حكمه حكم الكثير وهذا ما قرره علماء التفسير قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ولا تميلوا أيها الناس إلى قول هؤلاء الذين كفروا بالله فتقبلوا منهم وترضوا أعمالهم { فتمسكم النار } بفعلكم ذلك وما لكم من دون من ناصر ينصركم وولي يليكم { ثم لا تنصرون } يقول : فإنكم إن فعلتم ذلك لم ينصركم الله بل يخليكم من نصرته ويسلط عليكم عدوكم... عن ابن عباس قوله : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار } يعني : الركون إلى الشرك... قال ابن زيد في قوله : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار } قال الركون الإدهان وقرأ : ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) قال : تركن إليهم ولا تنكر عليهم الذي قالوا وقد قالوا العظيم من كفرهم بالله وكتابه ورسله قال : وإنما هذا لأهل الكفر وأهل الشرك وليس لأهل الإسلام أما أهل الذنوب من أهل الإسلام فالله أعلم بذنوبهم وأعمالهم ما ينبغي لأحد أن يصالح على شيء من معاصي الله ولا يركن إليه فيها أ.هـ التفسير7 /123.
ب- أما المداهنة فقد قال تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (القلم:9), قال ابن جرير رحمه الله تعالى: وأولى القولين(وهما الأول: ود المكذبون بآيات الله لو تكفر بالله يا محمد فيكفرون, الثاني: ودوا لو ترخص لهم فيرخصون أو تلين في دينك فيلينون في دينهم), في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : ود هؤلاء المشركون يا محمد لو تلين لهم في دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم فيلينون لك في عبادتك إلهك كما قال جل ثناؤه { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات } وإنما هو مأخوذ من الدهن شبه التليين في القول بتليين الدهن أ.هـ التفسير 12/182.فنجد بكل وضوح وصراحة أن ما ذكروه بأنه ليس بناقض للإيمان غير صحيح وتحريف للكلم من بعد مواضعه فها هم علماء الأمة يقررون بأنه ناقض للإيمان.
ج- أما تكثير سواد المشركين فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه: أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سوادهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب عنقه فيقتل فأنزل الله { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } وراه الليث عن أبي الأسود وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا أبو أحمد يعني الزبيري حدثنا محمد بن شريك المكي حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالإسلام فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم فأصيب بعضهم بفعل بعض قال المسلمون : كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } الاية قال عكرمة : فكتب إلى من بقي من المسلمين بهذه الاية لا عذر لهم أ.هـ تفسير ابن كثير1/720.
ج- أما تكثير سواد المشركين فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه: أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سوادهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب عنقه فيقتل فأنزل الله { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } وراه الليث عن أبي الأسود وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا أبو أحمد يعني الزبيري حدثنا محمد بن شريك المكي حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالإسلام فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم فأصيب بعضهم بفعل بعض قال المسلمون : كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } الاية قال عكرمة : فكتب إلى من بقي من المسلمين بهذه الاية لا عذر لهم أ.هـ تفسير ابن كثير1/720.
سلسلة كشف الإضطراب عن آية الإجتناب (4)
بسم الله الرحمن الرحيم
كشف شبهة : صلح الحديبية قالوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام اطاعة الطاغوت! في صلح الحديبية وهذا دليلا على طاعة الطاغوت والتعامل مع قوانينه الوثنية .أهـ
أقول بعون الله :
أولا: معذرة إليك يا رسول الله ما لي شوكة اظفر بأعدائك أعداء الدين عبيد طاغوت البشر والأوثان القوانين الوضعية ولكني أكتب هذا الرد لابراء إلى الله من قولهم الذي لم يقوله إبليس عليه لعنة الله أظهر المحجة وأنسف حجج هؤلاء الزنادقة المبطلين الخاسرين في الدنيا والآخرة إذا لم يتوبون من قولهم هذا ( اطاعة الرسول الطاغوت في صلح الحديبية )
فقط اريد منهم أن يثبتوا لنا أن سهيل عندما أبرم الصلح مع النبي كان طاغوت وتعامل معه الرسول صلى الله عليه وسلم كإله مطيعا له ذليل يأتمر بأمره هل تعلموا حقيقة قولكم أن الرسول الكريم أطاع الطاغوت ؟! إن حقيقة قولكم : أن الرسول صلى الله عليه وسلم عبد إله باطل غير الله وانه متناقض يقول ؛ للناس {اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }الآية وهو لا يجتنب الطاغرت ويطيع الطاغوت! هذه هي حقيقة قولكم في رسول الله ياعداء الله ورسوله يامن لا تعرفون قدر الله الذي اصطفى رسول الله من دون الناس وما عرفتم قدر الرسول إذ جعلتوه خاطع مطيع لغير الله اف لكم .
فقط اريد منهم أن يثبتوا لنا أن سهيل عندما أبرم الصلح مع النبي كان طاغوت وتعامل معه الرسول صلى الله عليه وسلم كإله مطيعا له ذليل يأتمر بأمره هل تعلموا حقيقة قولكم أن الرسول الكريم أطاع الطاغوت ؟! إن حقيقة قولكم : أن الرسول صلى الله عليه وسلم عبد إله باطل غير الله وانه متناقض يقول ؛ للناس {اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }الآية وهو لا يجتنب الطاغرت ويطيع الطاغوت! هذه هي حقيقة قولكم في رسول الله ياعداء الله ورسوله يامن لا تعرفون قدر الله الذي اصطفى رسول الله من دون الناس وما عرفتم قدر الرسول إذ جعلتوه خاطع مطيع لغير الله اف لكم .
ثانيا : من خذلن الله لكم لا تعلمون صلح الحديبية كان أعتراف من قريش بكيان الرسول و المسلمين لأول مرة فعاملتهم معاملة الند للند وهذا يسمى التماس وليس طاعة لأن لقريش لا تستطيع إلزام النبي عليه السلام بالصلح النبي يستطيع ان لا يتم الصلح ولا يوافق عليه فهل لقريش الزامه بذلك الصلح ؟
وكذلك قريش لا يلزمها النبي بالصلح بينما الطاعة هي امتثال الأمر طلب الفعل على سبيل الإلزام والإستعلاء فليس في الأمر لا طاعة ولا إلزام ولا إستعلاء .
واما شروط الصلح فالصلح جائز بين المسلمين والمشركين ولا يمكن ان يكون صلح بدون شروط فركن الصلح الشروط والصلح حين يحدث يحدث بين من ينوب عن المسلمين ومن ينوب عن المشركين وليس من ينوب عن (الطاغوت) فانتبهوا!
والشروط تكون بناءً على هذا الأصل من حيث مصلحة المسلمين بالإعتبارات الشرعية وهذا من سياسة الأمير المسلم لا تنسحب على الأفراد .
إلا من كان ينوب عنه و افعال الرسول صل الله عليه وسلم ليس على وتيرة واحدة كما ثبت من أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى فاطمة وعلي رضي الله عنهما وهما في اللحاف ودخل بينهما فهل يجوز أن يستدل بذلك على العموم وأنه يجوز للمسلم أن يدخل بين زوجين وهم في اللحاف مستدلا بهذه الحادثة ؟!!.
وكذلك قريش لا يلزمها النبي بالصلح بينما الطاعة هي امتثال الأمر طلب الفعل على سبيل الإلزام والإستعلاء فليس في الأمر لا طاعة ولا إلزام ولا إستعلاء .
واما شروط الصلح فالصلح جائز بين المسلمين والمشركين ولا يمكن ان يكون صلح بدون شروط فركن الصلح الشروط والصلح حين يحدث يحدث بين من ينوب عن المسلمين ومن ينوب عن المشركين وليس من ينوب عن (الطاغوت) فانتبهوا!
والشروط تكون بناءً على هذا الأصل من حيث مصلحة المسلمين بالإعتبارات الشرعية وهذا من سياسة الأمير المسلم لا تنسحب على الأفراد .
إلا من كان ينوب عنه و افعال الرسول صل الله عليه وسلم ليس على وتيرة واحدة كما ثبت من أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى فاطمة وعلي رضي الله عنهما وهما في اللحاف ودخل بينهما فهل يجوز أن يستدل بذلك على العموم وأنه يجوز للمسلم أن يدخل بين زوجين وهم في اللحاف مستدلا بهذه الحادثة ؟!!.
ثالثاً: قبل الإستدلال بأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام لا بد من معرفة حقيقة هذا الفعل وصورته من حيث كونه متعلق بعموم المسلمين أم بخصوص المسلم كونه أمير أو قاض أو زوج أو أب ولعدم التمييز في هذه القضية حصل الخلط وضربت النصوص الشرعية بعضها ببعض وأصبحت الأدلة الشرعية لعبة تتقاذفها الأهواء فالإستدلال بأفعاله عليه الصلاة والسلام ليس على وتيرة واحدة فلابد من تنقيح ووصف الفعل ووضعه في موضعه فإذا كان تصرفه كإمام أعظم فلا يجوز الإستدلال بذلك لأحاد المسلمين من ذلك على موافقته على شروط صلح الحديبية ومن يستدل بذلك الفعل على جواز طاعة الطواغيت فضلا عن المشركين فهذا مخالف للنصوص الشرعية التى أمر الشارع الحكيم بنهي عن طاعة المشركين هناك قاعدة أصولية مقرر أن الإستدلال بالأفعال لا يكون إلا بنفس الصور فهل عندما يذهب من أصحاب هذه الشبهة إلى الطاغوت في مؤسسة ويتعامل معه يكون بنفس صورة صلح الحديبية ؟
وهل سهيل ابن عمرو طاغوت حتى يقاس عليه ؟
والمصيبة قالوا:أنه طاغوت وهذا شرك بالله لأنه إثبات أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجتنب الطاغوت الإله الباطل جعلوه عابد طاغوت قا تلهم الله .
وهل سهيل ابن عمرو طاغوت حتى يقاس عليه ؟
والمصيبة قالوا:أنه طاغوت وهذا شرك بالله لأنه إثبات أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجتنب الطاغوت الإله الباطل جعلوه عابد طاغوت قا تلهم الله .
رابعاً: قياس صلح الحديبية باطل من كل الوجوه :
أ- قياس سهيل بن عمرو بالطاغوت الذي يتعلمون معه وله سُلطة وأمر بالإلزام والاستعلاء.
ب- عندما عدل الرسول صلى الله عليه وسلم عند قوله محمد رسول الله الى محمد ابن عبدالله هنا ما عصى ربه لقد فعل ذلك لقوله تعالى : وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[ الانفال 61]وقوله صل الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها} .
ج- قياس القانون الوضعي على الشروط الصلح أدى إلى القياس الفاسد الستدلال بشروط صلح الحديبية فاسد على التعامل مع الطاغوت والقانون الطاغوت يلزم من يتعامل معه بتنفيذ القانون بالإلزام والاستعلاء وصلح الحديبية ليس قوانين من الدستور شرعها الطاغوت
أ- قياس سهيل بن عمرو بالطاغوت الذي يتعلمون معه وله سُلطة وأمر بالإلزام والاستعلاء.
ب- عندما عدل الرسول صلى الله عليه وسلم عند قوله محمد رسول الله الى محمد ابن عبدالله هنا ما عصى ربه لقد فعل ذلك لقوله تعالى : وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[ الانفال 61]وقوله صل الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها} .
ج- قياس القانون الوضعي على الشروط الصلح أدى إلى القياس الفاسد الستدلال بشروط صلح الحديبية فاسد على التعامل مع الطاغوت والقانون الطاغوت يلزم من يتعامل معه بتنفيذ القانون بالإلزام والاستعلاء وصلح الحديبية ليس قوانين من الدستور شرعها الطاغوت
خ-قولهم في صلح الحديبية نفس ما قاله الخوارج : لابن عباس رضي الله عنه عندما ذهب لكي يجادلهم في عقيدتهم قالوا له: ان عليا رضي الله عنه قد محى اسمه من امارة المؤمنين فهو أمير الكافرين ) فقال لهم ابن عباس رضي الله عنه هو حبر هذه الأمة قال لهم:"ان رسول الله عليه وسلم قد مسح اسمه رسول الله في صلح الحديبية" فلابدى أن نفرق بين الصلح وبين القانون لا بدى أن نقول أن هذا الأمر الذي طالبت به قريش ليس فيه من الكفر بتاتا وأعظم شيء وهو أنه اذا جاءهم مسلم من المسلمين أرجعوه اليهم فلا بد على هذا المسلم أن يتحمل وأن يصبر, هذا أقوى نقطة في هذه الصلح .
خامساً : الرسول الله صلى الله عليه وسلم هو مشرع طاعته في حد ذاته عبادة لله كما قال المولى عز وجل: {وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُوَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[الحشر:7] فهذا مما آتانا به الرسول فلا بد أن نلتزم و أن لا نحاسبه وأن لا نقول هكذا فقط سمعا وطاعة.
سلسلة كشف الإضطراب عن آية الإجتناب(5).
بسم الله الرحمن الرحيم
كشف شبهة العامل في الحكومات الطاغوتية موظفاً والعمل عند الكافر في دار الحرب.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أقول : بعون ألله تعالى :
أولاً :- القاعدة هي قوله تعالى : اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) الاية سورة النحل 36] ولم يأت النص "اتركوا" بل (اجتنبوا)؛ لأن الاجتناب ليس تركا فقط، بل هو ترك وزيادة، لأن معناه الابتعاد والعمل معه لا ينعي اجتنابه ولا يعني تركه ولا يعني الابتعاد عنه بل العمل معه يدل على عبدته ومولاته ونصرته وتعبيد الناس إليه سادن لوثن طاغوت .
ثانياً:- حقيقة العمل في الحكومات الطاغوتية الحاكمة بغير ما أنزل الله المستندة في تشريعاتها وقوانينها وأنظمتها إلى الوثن الأكبر
(- الدستور -) الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يغني شيئاً كما قال تعالى:{والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون} وقال تعالى: {ألهم أرجلٌ يمشون بها أم لهم أيدٍ يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدونٍ فلا تنظرون} وقال تعالى:{ هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون}. إلى غير ذلك من الآيات التي تبين حقيقة الأوثان.
وهذه الحكومات الهدف من عملها هي الإخلاص للطواغيت البشرية والمحافظة على الطواغيت الوثنية فالعمل فيها إما تنفيذي فالتنفيذي
: هو تنفيذ لأحكام القانون والدستور وتنفيذها على الأفراد . أي: لأحكام الطاغوت الوثني. وهو الأصل في العمل فيها.
فالحكومة وهو اللفظ المتعارف عليه للسلطة التنفيذية للنظام الحاكم هي كل من يعمل فيها ويعتبر جزءٌ منها ولذلك إذا نظرت في (البطاقة الشخصية لكل موظف ) عند بند العمل تجد النص
التالي موظف حكومة) بغض النظر عن مهنته.
(- الدستور -) الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يغني شيئاً كما قال تعالى:{والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون} وقال تعالى: {ألهم أرجلٌ يمشون بها أم لهم أيدٍ يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدونٍ فلا تنظرون} وقال تعالى:{ هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون}. إلى غير ذلك من الآيات التي تبين حقيقة الأوثان.
وهذه الحكومات الهدف من عملها هي الإخلاص للطواغيت البشرية والمحافظة على الطواغيت الوثنية فالعمل فيها إما تنفيذي فالتنفيذي
: هو تنفيذ لأحكام القانون والدستور وتنفيذها على الأفراد . أي: لأحكام الطاغوت الوثني. وهو الأصل في العمل فيها.
فالحكومة وهو اللفظ المتعارف عليه للسلطة التنفيذية للنظام الحاكم هي كل من يعمل فيها ويعتبر جزءٌ منها ولذلك إذا نظرت في (البطاقة الشخصية لكل موظف ) عند بند العمل تجد النص
التالي موظف حكومة) بغض النظر عن مهنته.
ثالثا : إن الوصف الشرعي لهذه الحكومات أنها طاغوت فهي حاكمة بغير شرع الله مستندة في أحكامها إلى غير شرع الله في كل أعمالها صغيرها وكبيرها محكومة (بالدستور والقانون) هما أوثان وكل من عمل في اي وظايفة مع الطاغوت منفذة لأحكامهما وفق الأسس المنصوص عليها من قبل طواغيتهم وأوثانهم.
والعامل فيها هو الشكل العملي لهذه القوانين والأنظمة فهو ممثل لها حاصل على وظيفته بناءً على شروط القانون مستوفياً لأحكامه منفذاً لعمله حسبما يقرره القانون تنفيذاً لأحكام القانون وشريعة الطاغوت وتنفيذه في المواطن ولذلك تسمى الحكومة بوزاراتها المختلفة السلطة التنفيذية أي تنفيذية للأحكام والقوانين التي تصدرها السلطة التشريعية.
وعلى هذا تكون وظيفة العامل فيها أياً كان نوع الوظيفة هي تنفيذ لأحكام القانون وليست تفويضية فالسلطات الثلاث والتي تشكل النظام الحاكم وهي: السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية والتي يمثلها العاملون فيها تزاول أعمالها من خلال الدستور.
فالتشريعية: تشرع من خلال مواد الدستور ونصوصه .
والقضائية: تحكم بالأحكام الصادرة عن السلطة التشريعية.
والتفيذية: تنفذ القوانين والأنظمة والأحكام الصادرة عن السلطتين التشريعية والقضائية والتفيذية: تنفذ القوانين والأنظمة والأحكام الصادرة عن السلطتين التشريعية والقضائية.
وعلى هذا تكون وظيفة العامل فيها أياً كان نوع الوظيفة هي تنفيذ لأحكام القانون وليست تفويضية فالسلطات الثلاث والتي تشكل النظام الحاكم وهي: السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية والتي يمثلها العاملون فيها تزاول أعمالها من خلال الدستور.
فالتشريعية: تشرع من خلال مواد الدستور ونصوصه .
والقضائية: تحكم بالأحكام الصادرة عن السلطة التشريعية.
والتفيذية: تنفذ القوانين والأنظمة والأحكام الصادرة عن السلطتين التشريعية والقضائية والتفيذية: تنفذ القوانين والأنظمة والأحكام الصادرة عن السلطتين التشريعية والقضائية.
وهذه السلطات الثلاث يرأسها ما يسمى برأس الدولة ملكاً كان أو رئيساً أو أميراً وله الحاكمية المطلقة،فالتشريع الصادر عن السلطة التشريعية لا يعتبر تشريعاً إلا إذا أقره والأحكام الصادرة عن القضاء لا تعتبر نافذة إلا باسمه وهو يتولى تنفيذ القوانين والسياسات من خلال وزرائه فالمنفذ الفعلي هو الحاكم الأول -رأس الدولة - والموظف عبارة عن نائب عنه يتولى ما كلف به تنفيذاً لإرادته لأن مهمته عندما يتولى منصبه والتي (يقسم ) عليها هي المحافظة على الدستور وخدمة الأمة .
فهذا هو الوصف الشرعي والحقيقي لهذه الأنظمة والعاملين فيها لا يماري فيه ولا ينكره إلا مطموس البصر والبصيرة يُرِيد العيش تحتهم ذليل
ربعاً : فهل العمل في مثل هذه الحكومات مسألة اجتهادية أم أن النصوص الشرعية نزلت لاجتناب هذا الطاغوت الذي جعل نفسه إلهاً مع الله ؟
بل نزل النص الشرعي باجتناب هذا الطاغوت قال تعالى: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ولم يأت النص "اتركوا" بل (اجتنبوا)؛ لأن الاجتناب ليس تركا فقط، بل هو ترك وزيادة، لأن معناه الابتعاد.
بل نزل النص الشرعي باجتناب هذا الطاغوت قال تعالى: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ولم يأت النص "اتركوا" بل (اجتنبوا)؛ لأن الاجتناب ليس تركا فقط، بل هو ترك وزيادة، لأن معناه الابتعاد.
بالإضافة إلى أن هناك نصاً قرآنياً قطعي الدلالة والثبوت محكمٌ لا يدخله التشابه واضحٌ وضوح الشمس بالحكم على كل موظف يعمل في هذه الأنظمة بأنه كافر خارج من ملة الإسلام وإليك بيانه:
فالناظر إلى هذه الأنظمة بنور الوحي يجد أنها وصلت إلى أعلى درجات الانحراف وهي الفرعونية حيث أن التشريعات الصادرة عنها تتحكم بجميع مناحي الحياة فلا يتحرك المرء خطوة إلا من خلالها صغيراً كان الأمر أم كبيراً - لمن لم يكفر بهذا الطاغوت - فكل شيء من خلال القانون حفاظاً على الدستور وهذه الأنظمة عبّدت الناس لها حتى اندمجوا فيها والذي يخرج عن القانون فالعقاب جزاؤه كما قال تعالى حاكياً عن فرعون عندما دعاه موسى عليه السلام إلى ترك ادعاء الألوهية وعدم التشريع والحكم إلا بشرع الله والخضوع لسلطانه: {لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين} نعم : إنها الفرعونية فمن يتخذ شرعاً غير شرع الدستور والقانون ولو كان شرع الله فالسجن مصيره فالفرعونية والنمرودية عادت من جديد وبأسلوب شيطاني خبيث .
فالناظر إلى هذه الأنظمة بنور الوحي يجد أنها وصلت إلى أعلى درجات الانحراف وهي الفرعونية حيث أن التشريعات الصادرة عنها تتحكم بجميع مناحي الحياة فلا يتحرك المرء خطوة إلا من خلالها صغيراً كان الأمر أم كبيراً - لمن لم يكفر بهذا الطاغوت - فكل شيء من خلال القانون حفاظاً على الدستور وهذه الأنظمة عبّدت الناس لها حتى اندمجوا فيها والذي يخرج عن القانون فالعقاب جزاؤه كما قال تعالى حاكياً عن فرعون عندما دعاه موسى عليه السلام إلى ترك ادعاء الألوهية وعدم التشريع والحكم إلا بشرع الله والخضوع لسلطانه: {لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين} نعم : إنها الفرعونية فمن يتخذ شرعاً غير شرع الدستور والقانون ولو كان شرع الله فالسجن مصيره فالفرعونية والنمرودية عادت من جديد وبأسلوب شيطاني خبيث .
قال تعالى: {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} إن فرعون لقب للحاكم في ذلك الحين كما أن كسرى لقب لملك فارس وقيصر لقب لملك الروم لأنه كما تذكر الأخبار أن اسمه الوليد بن الريان أو رمسيس أو امنفتاح أو غيره الذي له مطلق السلطات الآمر الناهي القائم على حفظ الإله الأكبر الوثن المعبود من دون الله والذي جعل من نفسه إلهً
وجعله من حوله (إلهاً من دون الله مهما اختلفت التسمية امبراطوراً كان أو ملكاً أو رئيساً أو أميراً أو غير ذلك وهو فوق القانون لا تبعة ولا مسؤولية مصان من النقد ومن لمسائلة.
وجعله من حوله (إلهاً من دون الله مهما اختلفت التسمية امبراطوراً كان أو ملكاً أو رئيساً أو أميراً أو غير ذلك وهو فوق القانون لا تبعة ولا مسؤولية مصان من النقد ومن لمسائلة.
هامان هو لقب لوزير فرعون والذي يتولى فرعون سلطته التنفيذية من خلاله مهما اختلفت التسمية رئيساً للوزراء أو وزيراً أول أو وزيراً أو غير ذلك من المسميات.
إن الله عز وجل عطف لفظ (الجنود) بصيغة التثنية العائدة على كل من فرعون وهامان أي: إن فرعون وجنوده وهامان وجنوده كانوا خاطئين. فلكل منهما جنوده التابعين لسلطته المباشرة وهما لم يكونا متساويين في الرتبة ففرعون أعلى مقاماً ومنصباً
أما هامان فهو خاضع لفرعون وتابع له وله سلطة ولكن غير مستقلة عن سلطة فرعون وهذابينه قوله تعالى:{فأرسل فرعون في المدائن حاشرين} فلما خرج بنوا إسرائيل من مصر فارين قام فرعون بحشد الجند وهم القوة العسكرية لملاحقة موسى عليه السلام ومن معه وتولى ذلك بنفسه فالجيش والأجهزة الأمنية تابعة لسلطة فرعون المباشرة فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بينما هامان -رئيس الوزراء - يتولى تنفيذ شريعة فرعون - رأس الدولة - ورغباته بحيث يمثل السلطة التنفيذية والتي يتولاها فرعون - رأس الدولة - من خلاله ولذلك عندما أراد بناء الصرح لم يرسل في المدائن حاشرين أي: لم يتولَّ ذلك بنفسه وإنما توجه إلى هامان مصدراً أوامره وتوجيهاته وإرادته له لينفذها قال تعالى:{وقال فرعون يا هامان ابنِ لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب} اي افعل من اجل ولوهيتي وهامان بدوره تولى التنفيذ من خلال جنوده التابعين له - أي: الوزارة المتخصصة أو الجهة ذات الشأن بذلك من خلال موظفيها كلٌ حسب وظيفته - فكل موظف في الدولة إما أن يكون تابعاً لسلطة الحاكم - رأس الدولة - المباشرة وإما أن يكون تابعاً لسلطة هامان رئيس الوزراء مباشرة أي: من السلطة التنفيذية. ولذلك تكون القيادة العليا للجيش والأجهزة الأمنية بيد رأس الدولة يتولاها مباشرة بينما أجهزة الدولة الأخرى تابعةٌ للوزراء وكلا الفريقين يعملون للمحافظة على شريعة الطاغوت وخدمة الأوثان.
فإن الله عز وجل حكم عليهم جميعاً حكماً واحداً أنهم كانوا خاطئين الخطأ الأكبر وهو عبادة غير الله فخطأ فرعون ادعاءه الألوهية والربوبية وخطؤهم بالدخول في نظامه والعمل في حكومته، ولم يكفروا بطاغوتيته المتمثلة بأركان التوحيد الثلاثة فهم أشركوا الشرك الأكبر لأنهم نقضوا أركان التوحيد :وأصبحوا طواغيت لأنهم يامرون الناس بطاعة وعبادة الاوثان الدستور والقانون والطاغوت: الكاهن والشيطان، وكل رأس في الضلالة ; قد يكون واحدا، قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) وقد يكون جميعا، قال الله تعالى: (أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم) وهذا من المسلامات أنهم طواغيت وعن ابن عباس: الطاغوت كعب بن الأشرف، والجبت حيي بن أخطب. هنا وصفهم ابن عباس بشخصهم لأنهم متبعون ومطاعون على غير بصيرة بذلك الاتباع صاروا طواغيت قال ابن القيم : الطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع؛ فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله؛ فهذه طواغيت العالم. كلامه واضح جداً من لم يرفضوا ويتركوا الطاغوت وشرعه فهم متبعون لتشريعاته منفذون لأحكامه وأنظمته راضين به وراغبين فيه فهم قدموا طلب التوظيف باختيارهم هذا إذا لم يلجئوا إلى شفيع (واسطة) ليحصلوا على وظيفتهم.
إن الله عز وجل عطف لفظ (الجنود) بصيغة التثنية العائدة على كل من فرعون وهامان أي: إن فرعون وجنوده وهامان وجنوده كانوا خاطئين. فلكل منهما جنوده التابعين لسلطته المباشرة وهما لم يكونا متساويين في الرتبة ففرعون أعلى مقاماً ومنصباً
أما هامان فهو خاضع لفرعون وتابع له وله سلطة ولكن غير مستقلة عن سلطة فرعون وهذابينه قوله تعالى:{فأرسل فرعون في المدائن حاشرين} فلما خرج بنوا إسرائيل من مصر فارين قام فرعون بحشد الجند وهم القوة العسكرية لملاحقة موسى عليه السلام ومن معه وتولى ذلك بنفسه فالجيش والأجهزة الأمنية تابعة لسلطة فرعون المباشرة فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بينما هامان -رئيس الوزراء - يتولى تنفيذ شريعة فرعون - رأس الدولة - ورغباته بحيث يمثل السلطة التنفيذية والتي يتولاها فرعون - رأس الدولة - من خلاله ولذلك عندما أراد بناء الصرح لم يرسل في المدائن حاشرين أي: لم يتولَّ ذلك بنفسه وإنما توجه إلى هامان مصدراً أوامره وتوجيهاته وإرادته له لينفذها قال تعالى:{وقال فرعون يا هامان ابنِ لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب} اي افعل من اجل ولوهيتي وهامان بدوره تولى التنفيذ من خلال جنوده التابعين له - أي: الوزارة المتخصصة أو الجهة ذات الشأن بذلك من خلال موظفيها كلٌ حسب وظيفته - فكل موظف في الدولة إما أن يكون تابعاً لسلطة الحاكم - رأس الدولة - المباشرة وإما أن يكون تابعاً لسلطة هامان رئيس الوزراء مباشرة أي: من السلطة التنفيذية. ولذلك تكون القيادة العليا للجيش والأجهزة الأمنية بيد رأس الدولة يتولاها مباشرة بينما أجهزة الدولة الأخرى تابعةٌ للوزراء وكلا الفريقين يعملون للمحافظة على شريعة الطاغوت وخدمة الأوثان.
فإن الله عز وجل حكم عليهم جميعاً حكماً واحداً أنهم كانوا خاطئين الخطأ الأكبر وهو عبادة غير الله فخطأ فرعون ادعاءه الألوهية والربوبية وخطؤهم بالدخول في نظامه والعمل في حكومته، ولم يكفروا بطاغوتيته المتمثلة بأركان التوحيد الثلاثة فهم أشركوا الشرك الأكبر لأنهم نقضوا أركان التوحيد :وأصبحوا طواغيت لأنهم يامرون الناس بطاعة وعبادة الاوثان الدستور والقانون والطاغوت: الكاهن والشيطان، وكل رأس في الضلالة ; قد يكون واحدا، قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) وقد يكون جميعا، قال الله تعالى: (أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم) وهذا من المسلامات أنهم طواغيت وعن ابن عباس: الطاغوت كعب بن الأشرف، والجبت حيي بن أخطب. هنا وصفهم ابن عباس بشخصهم لأنهم متبعون ومطاعون على غير بصيرة بذلك الاتباع صاروا طواغيت قال ابن القيم : الطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع؛ فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله؛ فهذه طواغيت العالم. كلامه واضح جداً من لم يرفضوا ويتركوا الطاغوت وشرعه فهم متبعون لتشريعاته منفذون لأحكامه وأنظمته راضين به وراغبين فيه فهم قدموا طلب التوظيف باختيارهم هذا إذا لم يلجئوا إلى شفيع (واسطة) ليحصلوا على وظيفتهم.
تقديم النسك والعمل من أجل الطاغوت فعملهم من أجل الوطن والديمقراطية والمحافظة على الدستور والإخلاص لطواغيتهم موالاة أعداء الله : فهم في أعمالهم لا يفرقون بين ملة وملة فربما يكون رئيسه أو المسؤول عنه معلوم الكفر وهذا معلوم بالضرورة فهو مع ذلك يطيعه ويظهر مودته ومخالطته والسكوت عنه إلى غير ذلك من ضروب الموالاة لأن العمل في هذه الأنظمة لا اعتبار فيه إلا لشرع الطاغوت الذي ينص على أن المواطنين جميعاً -على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم- متساوون في الحقوق والواجبات وحرية العقيدة بمفهومهم،فحكم الله واضح صريح.{إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} إن أصل التوحيد هو عبادة الله واجتناب الطاغوت وهو معنى لا إله إلا الله والاجتناب المطلوب هو اجتناب عبادته لقوله تعالى:{والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها} بمعنى العبادة الشامل بأنواعها الثلاثة
الدعاء ,الحكم ,الولاء , الحكم بأنواعه وما يتعلق بالحكم من تحكيم وتحاكم والولاء بجميع أنواعه- بصوره الثلاث - القلبية والقولية والعملية - والاجتناب قد سبق بيانه وهو الترك فاجتناب عبادة الطاغوت هو تركها تركاً مطلقاً وليس مقيداً.
الدعاء ,الحكم ,الولاء , الحكم بأنواعه وما يتعلق بالحكم من تحكيم وتحاكم والولاء بجميع أنواعه- بصوره الثلاث - القلبية والقولية والعملية - والاجتناب قد سبق بيانه وهو الترك فاجتناب عبادة الطاغوت هو تركها تركاً مطلقاً وليس مقيداً.
فصل : في العمل عند الكافر واحتجاج برواية خباب ابن الأرت للعمل عند الطاغوت.
قبل الخوض في هذه المسألة لا بد من ذكر الروايات المتعلقة بما احتجوا به لأن الرواية التي أوردهوا لم ينفرد البخاري رحمه الله بها فقد رواها مسلم والترمذي والإمام أحمد فتعدد الروايات يزيل الإبهام ويقلل من الاحتمالات المتعلقة بالأحكام المستنبطة إن لم تزلها ويكون الاستدلال أحكم وأثبت.
أ- عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: كنت قيناً في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل السهمي دين فأتيته أتقاضاه.
ب- وفي رواية قال: فعملت للعاص بن وائل سيفاً فجئته أتقاضاه فقال : لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقلت: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث قال: وإني ميت ثم مبعوث قلت: بلى قال: دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مالاً وولداً فأقضيك فنزلت:{أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا * ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}? أخرجه البخاري ومسلم.
ب- وفي رواية قال: فعملت للعاص بن وائل سيفاً فجئته أتقاضاه فقال : لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقلت: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث قال: وإني ميت ثم مبعوث قلت: بلى قال: دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مالاً وولداً فأقضيك فنزلت:{أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا * ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}? أخرجه البخاري ومسلم.
ث- وأخرجه الترمذي قال: جئت العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقاً لي عنده فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد .. الحديث ?.هـ
ج- وفي رواية الأمام أحمد رحمه الله قال: كنت قيناً وكان لي دينٌ على العاص بن وائل الحديث.
من هذه الروايات يظهر ما يلي:
من هذه الروايات يظهر ما يلي:
خباب بن الأرت رضي الله عنه تميمي النسب سبي في الجاهلية واشترته امرأة من مكة وأعتقته وكان مولىً لها .
كان رضي الله عنه قيناً - حداداً - يمارس صنعته في دكانه كانت مهنة الحدادة حرفته في الجاهلية أي: قبل إسلامه بدليل قوله: كنت قيناً في الجاهلية ولا يقال لمن أسلم في ذلك الوقت أنه في الجاهلية وإنما يقال في الإسلام.
العمل الذي قام به هو صناعة سيف في دكانه للعاص بن وائل وهذا قبل إسلامه المقاضاة؛ أي: المطالبة بالدين التي حصلت منه كانت بعد إسلامه رضي الله عنه وهذا ما بينته رواية الترمذي بقوله: جئت العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقاً كان لي عنده وكذلك بدليل قول العاص له: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد.
مما سبق فإن صورة الرواية هي: إن خباب رضي الله عنه صنع في دكانه للعاص بن وائل سيفاً قبل إسلامه وبعد إسلامه جاءه ليقاضيه. لذلك كانت الترجمة من البخاري رحمه الله تعالى بعدم الجزم كما وضح ذلك ابن حجر رحمه الله بقوله: ولم يجزم المصنف بالحكم لاحتمال أن يكون الجواز مقيداً بالضرورة أو أن جواز ذلك كان قبل الإذن في قتال المشركين ومنابذتهم وقبل الأمر بعدم إذلال المؤمن نفسه.?.هـ فإذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال.
كان رضي الله عنه قيناً - حداداً - يمارس صنعته في دكانه كانت مهنة الحدادة حرفته في الجاهلية أي: قبل إسلامه بدليل قوله: كنت قيناً في الجاهلية ولا يقال لمن أسلم في ذلك الوقت أنه في الجاهلية وإنما يقال في الإسلام.
العمل الذي قام به هو صناعة سيف في دكانه للعاص بن وائل وهذا قبل إسلامه المقاضاة؛ أي: المطالبة بالدين التي حصلت منه كانت بعد إسلامه رضي الله عنه وهذا ما بينته رواية الترمذي بقوله: جئت العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقاً كان لي عنده وكذلك بدليل قول العاص له: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد.
مما سبق فإن صورة الرواية هي: إن خباب رضي الله عنه صنع في دكانه للعاص بن وائل سيفاً قبل إسلامه وبعد إسلامه جاءه ليقاضيه. لذلك كانت الترجمة من البخاري رحمه الله تعالى بعدم الجزم كما وضح ذلك ابن حجر رحمه الله بقوله: ولم يجزم المصنف بالحكم لاحتمال أن يكون الجواز مقيداً بالضرورة أو أن جواز ذلك كان قبل الإذن في قتال المشركين ومنابذتهم وقبل الأمر بعدم إذلال المؤمن نفسه.?.هـ فإذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال.
وأضيف أمراً آخر نصت عليه الروايات وليس من باب الاحتمال بأن هذا العمل كان في الجاهلية قبل إسلامه.
قول ابن حجر رحمه الله : باب هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب؟
أورد فيه حديث خباب وهو إذ ذاك مسلم في عمله للعاص ابن وائل وهو مشرك وكان ذلك بمكة وهي إذ ذاك دار حرب واطلع النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وأقره .?.هـ.
أقول: ابن حجر رحمه الله وَهِمَ في أمرين:
الأول: الجزم بأن خباب عمل للعاص وهو إذ ذاك مسلم وهذا مخالف للرواية التي صرحت بأن ذلك كان في الجاهلية أي قبل إسلامه.
الثاني:الجزم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم إطّلع على ذلك وأقره وهذا ظن منه مبني على الأمر الأول وبناءً على رواية البخاري التي قد توهم ذلك مع أن هذا الأمر يحتاج إلى دليل صريح صحيح.
وهذا الامر الثاني عدم ثبوت ذلك فان هذا لا يغير من الامر شيئابحمد الله تعالى
أورد فيه حديث خباب وهو إذ ذاك مسلم في عمله للعاص ابن وائل وهو مشرك وكان ذلك بمكة وهي إذ ذاك دار حرب واطلع النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وأقره .?.هـ.
أقول: ابن حجر رحمه الله وَهِمَ في أمرين:
الأول: الجزم بأن خباب عمل للعاص وهو إذ ذاك مسلم وهذا مخالف للرواية التي صرحت بأن ذلك كان في الجاهلية أي قبل إسلامه.
الثاني:الجزم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم إطّلع على ذلك وأقره وهذا ظن منه مبني على الأمر الأول وبناءً على رواية البخاري التي قد توهم ذلك مع أن هذا الأمر يحتاج إلى دليل صريح صحيح.
وهذا الامر الثاني عدم ثبوت ذلك فان هذا لا يغير من الامر شيئابحمد الله تعالى
أما من الناحية الفقهية على هذه الرواية أي رواية البخاري:
عندما ترجم البخاري رحمه الله بقوله : هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب؟ هل كان يقصد العمل عند الكافر بطريق التبعية موظفاً عنده يأتمر بأمره وينتهي بنهيه ؟
عندما ترجم البخاري رحمه الله بقوله : هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب؟ هل كان يقصد العمل عند الكافر بطريق التبعية موظفاً عنده يأتمر بأمره وينتهي بنهيه ؟
أم أنه ترجم حسب صورة العمل المتحققة في الرواية على أنها عمل بالذمة بناءً على قول خباب رضي الله عنه أنه عمل للعاص وليس عمل عند العاص.
قطعاً وجزماً بأنه ترجم بناءً على رواية خباب وأنه عمل بالذمة بأن عمل له ولم يعمل عنده فشتان بين العمل للكافر بالذمة والعمل عند الكافر بالتبعية ناهيك عن العمل في الحكومات الطاغوتية
وهذا الأمر ذكره علماؤنا رحمهم الله - أعني التفريق بين صورة العمل بالذمة وغيرها - ومنهم ابن حجر رحمه الله الذين نقلون كلامه مبتوراً في فتواهم للعمل عند الطاغوت ولم يذكره وهو قول ابن حجر: وقال ابن المنير استقرت المذاهب على أن الصناع في حوانيتهم يجوز لهم العمل لأهل الذمة ولا يعد ذلك من المذلة بخلاف أن يخدمه في منزله وبطريق التبعية له والله أعلم.?.هـ.
وقال أيضاً رحمه الله: قال ابن بطال : عامة الفقهاء يجيزون استئجارهم - المشركين - عند الضرورة وغيرها مما في ذلك من المذلة لهم.
وإنما الممتنع أن يؤاجر المسلم نفسه من المشرك لما فيه من إذلال المسلم. ?.هـ
وهذا الأمر ذكره علماؤنا رحمهم الله - أعني التفريق بين صورة العمل بالذمة وغيرها - ومنهم ابن حجر رحمه الله الذين نقلون كلامه مبتوراً في فتواهم للعمل عند الطاغوت ولم يذكره وهو قول ابن حجر: وقال ابن المنير استقرت المذاهب على أن الصناع في حوانيتهم يجوز لهم العمل لأهل الذمة ولا يعد ذلك من المذلة بخلاف أن يخدمه في منزله وبطريق التبعية له والله أعلم.?.هـ.
وقال أيضاً رحمه الله: قال ابن بطال : عامة الفقهاء يجيزون استئجارهم - المشركين - عند الضرورة وغيرها مما في ذلك من المذلة لهم.
وإنما الممتنع أن يؤاجر المسلم نفسه من المشرك لما فيه من إذلال المسلم. ?.هـ
وقال ابن القيم رحمه الله في كلامه على العمل لأهل الذمة معللاً ومبيناً: قالوا(أصحاب مذهب أحمد): وهذا بخلاف الإجارة على الذمة فإنها لم تتضمن ذلك - بيع الرقبة أو بعضها أو بيع المنافع - وإنما هي التزام لعمل مضمون في الذمة .أ.هـ .
وقال أيضاً رحمه الله: وتلخيص مذهبه ( أي مذهب الإمام أحمد رحمه الله): أن إجارة المسلم نفسه للذمي ثلاثة أنواع:أحدها؛ إجارة على عمل في الذمة فهذه جائزة .
الثانية؛ إجارة الخدمة فهذه فيها روايتان منصوصتان عنه أصحهما المنع منها.
الثالثة؛ إجارة عينه منه لغير الخدمة فهذه جائزة، وقد آجر عليٌ رضى الله عنه نفسه من يهودي يستقي له كل دلو بتمرة وأكل النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك التمرأ.هـ.
وقال أيضاً رحمه الله: وتلخيص مذهبه ( أي مذهب الإمام أحمد رحمه الله): أن إجارة المسلم نفسه للذمي ثلاثة أنواع:أحدها؛ إجارة على عمل في الذمة فهذه جائزة .
الثانية؛ إجارة الخدمة فهذه فيها روايتان منصوصتان عنه أصحهما المنع منها.
الثالثة؛ إجارة عينه منه لغير الخدمة فهذه جائزة، وقد آجر عليٌ رضى الله عنه نفسه من يهودي يستقي له كل دلو بتمرة وأكل النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك التمرأ.هـ.
إن العلماء رحمهم الله عندما أجازوا صورة العمل في الذمة كان كلامهم يتعلق بأهل الذمة الخاضعين لحكم الإسلام ولذلك لم يجزم البخاري رحمه الله بجواز العمل للمشرك في دار الحرب كما هو نص الرواية وتكون الصورة التي أفتى بها العلماء أنها العمل في الذمة للكافر الذي له عقد الذمة في دار الإسلام، ولذلك فإن رواية خباب رضي الله عنه :
ليس فيها ما يحتج على العمل عند الكافر في دار الحرب فضلاً عن العمل في الحكومات الطاغوتية كما وأنها لا تعتبر دليلاً على مؤاجرة المسلم نفسه من مشرك في دار الإسلام فضلاً عن دار الحرب .
إن غاية ما في هذه الرواية أنها فعل صحابي ليس فيها دليلٌ على إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم له على ذلك، واحتجاج ( المجوزين العمل عند الطاغوت ) بهذه الرواية واستدلالهم مخالفٌ لما أصلهوا بقولهم : أن المختار عندنا والذي ندين لله به أن قول الصحابي ليس بدليل شرعي ولا هو حجة في دين الله.
وأن الحجة الشرعية التي ندين لله بها هي قول الله تعالى وقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
ليس فيها ما يحتج على العمل عند الكافر في دار الحرب فضلاً عن العمل في الحكومات الطاغوتية كما وأنها لا تعتبر دليلاً على مؤاجرة المسلم نفسه من مشرك في دار الإسلام فضلاً عن دار الحرب .
إن غاية ما في هذه الرواية أنها فعل صحابي ليس فيها دليلٌ على إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم له على ذلك، واحتجاج ( المجوزين العمل عند الطاغوت ) بهذه الرواية واستدلالهم مخالفٌ لما أصلهوا بقولهم : أن المختار عندنا والذي ندين لله به أن قول الصحابي ليس بدليل شرعي ولا هو حجة في دين الله.
وأن الحجة الشرعية التي ندين لله بها هي قول الله تعالى وقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
إذ أن فعل خباب في هذه الرواية لا يعتبر دليلاً وحجة شرعية في محل النزاع. علماً بأن هذا العمل كان منه في الجاهلية وليس في الإسلام. فهو لا يستأنس به فضلاً عن الاحتجاج به.
ومن ناحية أخرى فإن أصل ملة إبراهيم عليه السلام هي البراءة من المشركين وشركهم كما قال تعالى:{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده.. الآية}.
فالعمل عند الكافر مخالفٌ للبراءة منه كما أن فيه إعانة وطاعة له قال تعالى:{ وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمةً من ربك فلا تكونن ظهيراً للكافرين} .
قال الشوكاني رحمه الله: أي عوناً لهم وفيه تعريض لغيره من الأمة وقيل المراد لا تكونن ظهيراً لهم بمداراتهم .هـ . فهذا نص عام على النهي عن معاونة الكافرين لا يخصص إلا بدليل .
وكذلك قوله تعالى:{ يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً} فهذه وغيرها من النصوص تدل دلالةً واضحةً وصريحةً على حرمة معاونة الكافر وطاعته فمن قال غير ذلك فعليه بالدليل.
فالعمل عند الكافر مخالفٌ للبراءة منه كما أن فيه إعانة وطاعة له قال تعالى:{ وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمةً من ربك فلا تكونن ظهيراً للكافرين} .
قال الشوكاني رحمه الله: أي عوناً لهم وفيه تعريض لغيره من الأمة وقيل المراد لا تكونن ظهيراً لهم بمداراتهم .هـ . فهذا نص عام على النهي عن معاونة الكافرين لا يخصص إلا بدليل .
وكذلك قوله تعالى:{ يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً} فهذه وغيرها من النصوص تدل دلالةً واضحةً وصريحةً على حرمة معاونة الكافر وطاعته فمن قال غير ذلك فعليه بالدليل.
يقول ابن تيمية رحمه الله : وأما رد النص بمجرد العمل فهذا باطل عند جماهير العلماء.أ.هـ
ويقول أيضاً رحمه الله: وإذا كان فعله - المقتدى به - جائزاً أو مستحباً أو أفضل فإنه لا عموم له في جميع الصور بل لا يتعدى حكمه إلا إلى ما هو مثله فإن هذا شأن الأفعال لا عموم لها حتى فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا عموم له.?.هـ
وهذا الأمر - أي أن الأفعال لا عموم لها - قول جماهير أهل الأصول كما نقل ذلك الشوكاني.
ويقول أيضاً رحمه الله: وإذا كان فعله - المقتدى به - جائزاً أو مستحباً أو أفضل فإنه لا عموم له في جميع الصور بل لا يتعدى حكمه إلا إلى ما هو مثله فإن هذا شأن الأفعال لا عموم لها حتى فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا عموم له.?.هـ
وهذا الأمر - أي أن الأفعال لا عموم لها - قول جماهير أهل الأصول كما نقل ذلك الشوكاني.
إن الأصل في العمل عند الكافر الحرمة أما العمل للكافر بالذمة فهذا الذي يدخله التفصيل حسب الأدلة وحسب الواقع وهو يختلف من دار الإسلام عنه في دار الكفر بالشروط التي وضعها العلماء كما ذكر ذلك ابن حجر عن المهلب قوله: كره أهل العلم ذلك - العمل للكافر بالذمة - إلا لضرورة
بشرطين: أحدهما: أن يكون عمله في ما يحل للمسلم فعله.
والآخر: أن لا يعينه على ما يعود ضرره على المسلمين. أ.هـ
بشرطين: أحدهما: أن يكون عمله في ما يحل للمسلم فعله.
والآخر: أن لا يعينه على ما يعود ضرره على المسلمين. أ.هـ
فهو إذاً من باب الضرورات فالأصل فيه المنع وتعمل فيه قاعدة : الضرورات تبيح المحظورات ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح، ولكل حالة حكمها وبذلك يتبين أن حكمه عند العلماء هو التحريم إلا لضرورة، فكيف إذا كان العمل مع حكومات طاغوتية وظيفتها حماية الدستور والمحافظة على القانون والوطن وكل إلهٍ من دون الله ؟؟؟
وأي ضرر أعظم على المسلمين من إقامة الأنظمة الطاغوتية ونصرتها بالعمل وجعلها حاكمةً بشريعتها الكفرية ؟ المخالف للشارع الحكيم.
سلسلة كشف الإضطراب عن آية الاجتناب(6)
بسم الله الرحمن الرحيم
كشف الاضطراب : عن آية قوله تعالى: أجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) قالوا: يوسف عليه السلام تعامل مع الطاغوت بهذه الأية .أهـ
أقول بعون الله.
والله لولا أن المقام مقام انتصار لرسول الله تعالى ما خض في قولهم الذي يستحي من قوله إبليس لعنه الله.
إن من علم بالتوحيد العلم بالرسل من حيث : ما يجب لهم . وما يجب عليهم وما يجوز بحقهم . وما يستحيل عليهم.
فالرسل تقول : لأقوامها يجب عليكم امتثال أوامرنا وعليه: فكل طلب فعل من الرسل هو أمر يجب على أقوامهم أن يمتثلوه لا فرق بين كبير وصغير وملك وأمير أو حقير، وكما أن الرسل تأمر أقوامها بعبادة الله وإجتناب الطاغوت كذلك فإنهم يأمرونهم بغيرها وهذا ما شهد له القرآن قال تعالى عن شعيب : ولا تنقصوا المكيال والميزان () وقال عن صالح: ولا تمسوها بسوء () وقال عن موسى وهارون مخاطبين فرعون: أن أرسل معنا بني إسرائيل(). والله تعالى يرسل الرسل عليهم السلام للقيام بحفظ الضرورات الخمس: الدين والنفس والمال والعرض والعقل. وبسبب الجهل في دين الله تعالى ظن الكثير ممن يتصدرون للعلم أن مصر في زمن يوسف عليه السلام على وشك مجاعة وهذا سيؤدي إلى انهيار النظام وكون يوسف عليه السلام على خزائن مصر بوجود الملك هذا إبقاء للنظام الطاغوتي.
فنقول لهم: إن يوسف عليه السلام كغيره من الرسل أرسله الله تعالى إلى ملك مصر وقومه يأمرهم بالتوحيد وبطاعته وهما شقي دعوة الرسل: فاتقوا الله وأطيعون () فإذا آمنوا فقد أصبحوا في طاعته وسيتولى سياسة أمورهم بما يحفظ عليهم الضرورات الخمس دينهم ونفوسهم وأموالهم وعقولهم وعرضهم فإن لم يؤمنوا فيأمرهم أيضا: إن لم تؤمنوا فلا إكراه في الدين ولكن عليكم طاعتي فيما يحفظ نفوسكم وأموالكم وأعراضكم وعقولكم، اضافة الى ان الرسل لا تقول الا ما كان ماذونا لها بقوله فعلى هذا فقول يوسف عليه السلام وحي من الله تعالى .
فيوسف عليه السلام عندما كلم الملك دعاه إلى التوحيد فلم يؤمن بدليل قوله تعالى: ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك () أي: أن دين الملك يخالف دين يوسف عليه السلام.فأخبره أنه يجب عليك أن تطيعني في تولي حفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والمال والعقل والعرض وهو قوله: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم () وهذا العلم والحفظ مما آتاه الله تعالى بقوله: فلما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما () وعليه فإن يوسف عليه السلام تولى خزائن الأرض بما أتاه الله من الحكمة والعلم وهو دين الله تعالى ملة إبراهيم عليه السلام.
قد يقول : قائل وماذا تقول في قوله تعالى: ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك () فإن هذا دليل على وجود شرع الملك الطاغوتي.
الجواب: لا حرج في ذلك فشرع الملك غير نافذ على يوسف عليه السلام وإنما على من يؤمن به وكون يوسف متولي أمور مصر بوجود الملك لا يجعله يكره الناس على الإيمان بدليل قوله تعالى: لا إكراه في الدين () وهذا عام في جميع الشرائع، فمن آمن من أهل مصر فلن يلجأ إلا إلى شرع الله تعالى ممثلا بيوسف عليه السلام لا إلى شرع الملك فهذا هو الإيمان وسوى ذلك الكفر.
أما من لجأ إلى يوسف عليه السلام من أهل الكفر إن شاء حكمه بشرع الله تعالى وإن شاء أعرض عنه فهو مخير بدليل قوله تعالى: فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت بينهم فاحكم بالقسط إن الله يحب المقسطين() فلا ضرر شرعي عليه بالإعراض عنهم وإن حكم فعليه الحكم بالقسط وهو شرع الله تعالى.
وكون الحاكم الفعلي للبلاد الوزير الأول أو رئيس الوزراء موجود كما هو الآن في كثير من البلاد لا يمنع من وجوده في الماضي .
فهل يوسف الرسول عليه السلام قال اجعلني على خزائن الأرض لنيل حظ دنيوي وهو الوزارة ؟
أم انه أراد من ذلك المحافظة على نظام الملك الطاغوتي ؟.،أم أنه أراد من ذلك اتخاذ ذلك وسيلة لدعوة الناس إلى توحيد الله تعالى باجتناب ملة أهل مصر وملكهم ؟.،فما الذي يجب أن يقال بحق الأنبياء ؟ أليس هدفه عليه السلام الدعوة إلى توحيد الله وهي المهمة التي بعثه الله تعالى لتحقيقها حتى لقاء ربه ؟ بلى ومعاذ الله أن يكون غير ذلك.
فإذا كان كذلك فالصورة هي: نبي مرسل مؤمن مجتنب للطاغوت متبع للتوحيد مجتنب ملل الكفر مظهر دينه داع إليه متحاكم إلى حكم الله ويحكم بحكم الله تعالى.
ولا يمكن لطاغوت رفض دعوة التوحيد وحاربها أن يجعل لمن آمن بها وأظهر ذلك ولاية يحكم بموجبها، ولكن قد يوجد طاغوت يقبل بوجود دعوة التوحيد ولكن لا يؤمن بها ويولي أصحابها ولايات في ملكه ليعملوا فيها بدينهم فما المانع من ذلك وهذا هو حقيقة فعل يوسف عليه السلام فمن كان كذلك وطلب ولاية بهذه الصفة فنقول كما فعل يوسف افعل فهذه صورة فعل يوسف عليه السلام ولا يستدل إلا على مثلها فكيف يستدلون فيها على جواز اتباع الشرائع الطاغوتية أو العمل من خلال الشريعة الطاغوتية أو الحكم بالشرائع الطاغوتية سبحانك هذا بهتان عظيم.
ونقول: هل التحاكم إلى الطاغوت كفر ؟ فان قالوا نعم فنقول كيف أجزتم الكفر بحق الأنبياء وهم معصومون ؟فهذا كفر من حيث شعرتم أو من حيث لم تشعروا.
وان قالوا : التحاكم إلى الطاغوت ليس كفر ؟ قلنا لهم: قد كفرتم لأنكم حكمتم بغير حكم الله فالله يقول أنه كفر وانتم تقولون ليس بكفر.
ونسألهم: هل اتباع غير ملة الأنبياء كفر ؟ فان قالوا نعم نقول: كيف جوزتم بحق الأنبياء الكفر.
وإن قالوا ليس بكفر قلنا لهم: قد حكم الله أنها كفر فغيرتم حكم الله تعالى وبدلتموه.
ونسألهم: هل الحكم بغير ما انزل الله كفر ؟ فإن قالوا نعم قلنا لهم:كيف أجزتم الكفر على الأنبياء.
وإن قالوا: ليس بكفر قلنا لهم: قد حكم الله انه كفر فغيرتم حكم الله تعالى.
وان قالوا قال فلان وقال فلان قلنا لهم: إن مسالة الحكم من اصل الدين ولا يرد فيها إلا إلى الله تعالى كما تقرر.وكما ترى فإن القوم لا يستندون إلا إلى الظن الذي لا يغني من الحق شيئا والذي هو أكذب الحديث.
5- العزيز يوسف عليه السلام .
قوله تعالى: ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله الآية
اصحاب هذه الشبهة : استدلوا بهذا الآية على أن يوسف عليه السلام كان يحكم بشرع الطاغوت ولو حكم بدين الملك ما استطاع أن يأخذ أخاه أي: من أي شيء أعجب من فهمهم المغلوط أم من استدلالهم الباطل وقد بينا ذلك فيما سبق ونزيده بيانا إن شاء الله تعالى فأقول: قوله تعالى لا علاقة له بما ظنوه لأن هذا إخبار عن حال يوسف عليه السلام انه: لا يمكن بحال وما ينبغي له أن يأخذ أخاه في دين الملك كقوله تعالى حاكيا عن يوسف عليه السلام: ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء () والحكم بغير شرع الله شرك يتنـزه عنه الأنبياء،.
وكقوله تعالى: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآية. أي : ما ينبغي لهم ولا يجوز لهم.، وكقوله تعالى: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض الآية أي: لا ينبغي ولا يجوز له أن يأخذ أسرى إلا بعد الإثخان.
كما وأن يوسف عليه السلام بعد حادثة أخذ أخيه قد تفرد بحكم مصر بدليل قوله تعالى: ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا() فهذا دليل على أنه كان المالك لعرش مصر والمتصرف فيه وبدليل قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك () أي أنه ملك مصر وأن إيتاء الملك معناه في قول الله تعالى الانفراد بالحكم بدليل قوله تعالى: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك () وكقوله تعالى : وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ()وهذا يدل دلالة واضحة لا لبس فيها أن يوسف عليه السلام كان في وجود الملك ذو سلطان مطلق وقوة أدت به إلى الانفراد بحكم مصر وتولي ملكها.
هذا ما يتعلق بقصة يوسف عليه السلام وهو الحق الذي لا جدال فيه ولا مراء ولا يصار إلى الاستدلال على مسائل التوحيد بأقوال العلماء وحاشاهم أن يبيحوا الكفر وإنما لهم أقوال غير صريحة قد يفهم منها ما يخالف التوحيد وتحتمل عدم المخالفة فلماذا نرجح احتمال المخالفة ولا نرجح احتمال الموافقة ثم إن أقوال العلماء ليست حجة في دين الله تعالى فلا حجة في التوحيد إلا قول الله تعالى لأننا سنحاسب على هذا التوحيد يوم القيامة بموجب كتاب الله تعالى وليس بموجب أقوال العلماء قال الله تعالى: وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون () فكيف نحكم ونطلب أراء العلماء في مسائل التوحيد وقد بين الله تعالى أحكامها بتفصيل وإحكام وقد أنكر الله تعالى على من طلب حكما لمسالة من غير كتاب الله بين حكمها في كتابه قال تعالى: وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين(). فإذا كان هذا الوعيد بحق من طلب حكم مسالة بين الله تعالى حكمها في التوراة من خاتم الأنبياء وأنه ليس بمؤمن وأنه كافر كافر هذا حكم الله تعالى على من فعل ذلك فكيف بمن طلب حكم الرجال لمسألة بين حكمها في أعظم كتاب أنزله على خير رسول عليه الصلاة والسلام ؟!!
فكيف بمن استدل بأقوال الرجال غير قطعية الدلالة والثبوت على مسائل أجمعت الرسل جميعها على تنـزه الأنبياء عن فعلها وأجمعت الكتب السماوية على أنها كفر بالله العظيم..
فيا عباد الله اتقوا الله في أنفسكم فماذا أنتم قائلون لربكم إذا سألكم لم فعلتم الكفر لم جعلتم الكفر حلالا ؟ وماذا سيقول لكم إذا قلتم يا رب فهمنا من قول العالم الفلاني ذلك ؟ أو يا رب تشابهت علينا الأدلة.عندها سيقول لكم ألم اقل في كتابي: فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله () لِم لم تتبعوا المحكم وتفوضوا في المتشابه ؟ , ألم أحذركم من إتخاذ الاحبار والرهبان اربابا؟
الله الله في أنفسكم ولا تجادلوا عن أحد قال تعالى: يوم تأت كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون() وقال تعالى: ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما () وهل هناك أعظم خيانة من تبديل حكم الله تعالى ومعارضة محكمات الكتاب بمتشابهاته أو بمتشابهات أقوال الرجال. وقال تعالى: هاأنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيلا() وهؤلاء الذين يتبعون المتشابه ويفتون به قد بين رسول الله صل الله عليه وسلم كيفية التعامل معهم ففي الحديث الصحيح عن عائشة أنها قالت قرأ عند نبي الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات إلى قوله أولي الألباب() قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم قال مطر: حفظت أنه قال لا تجالسوهم فهم الذين عنى الله فاحذروهم..
قال صاحب تحفة الاحوذي: وقوله كل من عند ربنا أي الجميع من المحكم والمتشابه حق وصدق وكل منهما يصدق الآخر ويشهد له لأن الجميع من عند الله وليس شيء من عند الله بمختلف ولا متضاد فأولئك الذين سماهم الله أي أهل الزيغ أو زائغين بقوله في قلوبهم زيغ فاحذروهم أي لا تجالسوهم ولا تكالموهم أيها المسلمون والمقصود التحذير من الإصغاء إلى الذين يتبعون المتشابه من القرآن.هـ 8/273
وهؤلاء هم الذين قال الله تعالى فيهم: إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير()
ومن إعجاز القرآن العظيم أن الله تعالى قال: الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عن الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار () بعد ذكره يوسف عليه السلام بقوله: ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ()
الله أكبر الله أكبر الله أكبر نعم إن يوسف جاء بالبينات_ وهي الدعوة التي بينها لصاحبيه في السجن_ والذين يتبعون المتشابه يظنون أن ما فهموه من قصة يوسف هو القول الفصل ولكن بين تعالى أنه بعث من بعده موسى عليه السلام _ والآيات في سورة غافر يقولها الله حاكيا عن مؤمن آل فرعون في زمن موسى_ إلى مصر والى ملكها وقد أصابتهم السنين فلم يذهب موسى عليه السلام إلى فرعون وقال له: اجعلني على خزائن مصر () لماذا ؟ لأنه شتان بين واقع موسى عليه السلام وواقع يوسف عليه السلام وقد بينت ذلك بالتفصيل.
وأخيرا بقيت مسألة وهي متى أرسل يوسف عليه السلام ؟
الظاهر والعلم عند الله تعالى أنه أرسل إلى أهل مصر وهو في السجن لأنه لم يدع أحدا إلى التوحيد ولم تظهر دعوته إلا في السجن لأنه في ذلك الوقت مأمور بالبلاغ والدعوة أما قبل ذلك فهو ليس مأمور بذلك.
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا وزدنا علما انك أنت العليم الحكيم اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا اللهم اجعل علمنا حجة لنا لا علينا اللهم من أراد الحق فخذ بيده إلى الحق إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ومن أراد الباطل باتباع المتشابه وضرب الكتاب بعضه ببعض فخذه اخذ عزيز مقتدر واجعله عبرة لمن لا يعتبر.
والله اعلم.
والله اعلم.
سلسلة كشف الإضطراب عن آية الإجتناب (7)
بسم الله الرحمن الرحيم
كشف شبهة : يجوز العمل مع الطاغوت يستدلون بقول يوسف عليه السلام :قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم }.أهـ
أقول بعون الله :
أو لعمر الحق يوسف هو لا شك أنه أشد براءة من مما نُسب إليه ظلماً وعدواناً العمل مع طاغوت إله من دون الله ..!
وحتى يتبين الحق من الباطل في ما قيل في يوسف عليه السلام.
لا بد أولاً : من استعراض قصة يوسف عليه السلام مع الملك كما وردت في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك نجري المقارنة المطلوبة بين الواقع الذي كان فيه يوسف عليه السلام وبين الواقع الذي عليه أصحاب شبهة العمل النيابي والوزاري القانوني الوثني عند الحكومات الطاغوتية المعاصرة وحتى يدركوا مدى صحة قياس واقعهم المشين الذي يقوم على الإلة من دون الله الأوثان الدستور والقانون وطواغيت البشر قياسا على واقع يوسف عليه السلام المشرف العظيم الممكن الذي يعمل بشرع الله ويدعوا إلى (اجتناب الطاغوت) وهذه الحقيقة بينها تعالى بقوله عن كل الرسل الذين ارسلهم الى أممهم ويوسف واحد منهم قال :{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }[الآية النحل 36). ودعا الى اجتناب طاغوت الأوثان وبين حال كفر القوم الذين كانوا يكفرون باليوم الآخر وكما قال تعالى: {ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين() قال لا يأتيكما طعامٌ تُرزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قومٍ لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون() واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون} [يوسف: 36 - 38].
وحتى يتبين الحق من الباطل في ما قيل في يوسف عليه السلام.
لا بد أولاً : من استعراض قصة يوسف عليه السلام مع الملك كما وردت في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك نجري المقارنة المطلوبة بين الواقع الذي كان فيه يوسف عليه السلام وبين الواقع الذي عليه أصحاب شبهة العمل النيابي والوزاري القانوني الوثني عند الحكومات الطاغوتية المعاصرة وحتى يدركوا مدى صحة قياس واقعهم المشين الذي يقوم على الإلة من دون الله الأوثان الدستور والقانون وطواغيت البشر قياسا على واقع يوسف عليه السلام المشرف العظيم الممكن الذي يعمل بشرع الله ويدعوا إلى (اجتناب الطاغوت) وهذه الحقيقة بينها تعالى بقوله عن كل الرسل الذين ارسلهم الى أممهم ويوسف واحد منهم قال :{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }[الآية النحل 36). ودعا الى اجتناب طاغوت الأوثان وبين حال كفر القوم الذين كانوا يكفرون باليوم الآخر وكما قال تعالى: {ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين() قال لا يأتيكما طعامٌ تُرزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قومٍ لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون() واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون} [يوسف: 36 - 38].
الآن نستخلص من هذه الآيات ما يعين في ردنا على أصحاب هذه الشبهة وهي
1- إن الأولوية عند يوسف عليه السلام كانت هي الدعوة إلى التوحيد ( اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) المنافي لجميع مظاهر الشرك.
2- تعريف من معه في السجن بحقيقة هذا الدين الذي يقوم على اجتناب الطواغيت .
3- بينت لنا الآيات الآنفة الذكر أن يوسف عليه السلام لم يجب صاحبيه إلى تعبير رؤاهما إلا بعد أن دعاهما إلى التوحيد .
4- عرفهما على نفسه ودعوته، وهذا المعنى أشار إليه القرطبي في التفسير 9/191، حيث قال: فاسمعوا أولاً ما يتعلق بالدين لتهتدوا، ولهذا لم يعبّر لهما حتى دعاهما إلى الإسلام. وقال سيد في الظلال 4/1988 .
1- إن الأولوية عند يوسف عليه السلام كانت هي الدعوة إلى التوحيد ( اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) المنافي لجميع مظاهر الشرك.
2- تعريف من معه في السجن بحقيقة هذا الدين الذي يقوم على اجتناب الطواغيت .
3- بينت لنا الآيات الآنفة الذكر أن يوسف عليه السلام لم يجب صاحبيه إلى تعبير رؤاهما إلا بعد أن دعاهما إلى التوحيد .
4- عرفهما على نفسه ودعوته، وهذا المعنى أشار إليه القرطبي في التفسير 9/191، حيث قال: فاسمعوا أولاً ما يتعلق بالدين لتهتدوا، ولهذا لم يعبّر لهما حتى دعاهما إلى الإسلام. وقال سيد في الظلال 4/1988 .
5- إنتهز يوسف هذه الفرصة ليبث بين السجناء عقيدة الإسلام ؛ فكونه سجيناً لا يعفيه من دعوة الناس الى الإسلام وبيان العقيدة الفاسدة والأوضاع الفاسدة، القائمة على إعطاء حق لله لمخلوق وهو حق الربوبية للحكام الأرضيين، أرباباً يزاولون خصائص الربوبية، ويصبحون فراعين) .
6- في الآيات تبين باطل مزاعم الذين يعملون مع الطاغوت بقصة يوسف الذين يقالوا : إن الأولوية عند يوسف كانت تصحيح الأوضاع الاقتصادية، ورفع المستوى المعيشي للناس، وانقاز دولة الطاغوت من الإنهيار الاقتصادي ثم العمل من أجل هذا الدين ! .
وإذا نظرنا إلى أقوال ما نص عليه اهل العلم الراسخون في العلم لا المتطفلون على العلم ويتخذون من الطعن في الأنبياء سلما لحرب الله ورسله والصد عن دين الله تعالى وتحريف الكلم من بعد مواضعه .
قال ابن العربي : فَإِنْ قِيلَ : وَهِيَ :الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : كَيْفَ اسْتَجَازَ أَنْ يَقْبَلَهَا بِتَوْلِيَةِ كَافِرٍ ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ نَبِيٌّ ؟ قُلْنَا : لَمْ يَكُنْ سُؤَالَ وِلَايَةٍ ؛ إنَّمَا كَانَ سُؤَالَ تَخَلٍّ وَتَرْكٍ ، لِيَنْتَقِلَ إلَيْهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَمَكَّنَهُ مِنْهَا بِالْقَتْلِ وَالْمَوْتِ وَالْغَلَبَةِ وَالظُّهُورِ وَالسُّلْطَانِ وَالْقَهْرِ ، لَكِنَّ اللَّهَ أَجْرَى سُنَّتَهُ عَلَى مَا ذَكَرَ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ ، فَبَعْضُهُمْ عَامَلَهُمْ الْأَنْبِيَاءُ بِالْقَهْرِ [ وَالسُّلْطَانِ ] وَالِاسْتِعْلَاءِ ، وَبَعْضُهُمْ عَامَلَهُمْ الْأَنْبِيَاءُ بِالسِّيَاسَةِ وَالِابْتِلَاءِ ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ : { وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } حَسْبَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَهِيَ الْآيَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ .أزهـ أحكام القرآن لابن العربي (5/ 59)
واكرر قوله :الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : كَيْفَ اسْتَجَازَ أَنْ يَقْبَلَهَا بِتَوْلِيَةِ كَافِرٍ ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ نَبِيٌّ ؟ قُلْنَا : لَمْ يَكُنْ سُؤَالَ وِلَايَةٍ ؛ إنَّمَا كَانَ سُؤَالَ تَخَلٍّ وَتَرْكٍ ، لِيَنْتَقِلَ إلَيْهِ .
وقال الرازي رحمه الله :
المسألة الأولى اعلم أن يوسف عليه السلام لما التمس من الملك أن يجعله على خزائن الأرض لم يحك فالله عن الملك أنه قال قد فعلت بل الله سبحانه قال وَكَذالِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى الاْرْضِ فههنا المفسرون قالوا في الكلام محذوف وتقديره قال الملك قد فعلت إلا أن تمكين الله له في الأرض يدل على أن الملك الملك قد أجابه إلى ما سأل وأقول ما قالوه حسن إلا أن ههنا ما هو أحسن منه وهو أن إجابة الملك له سبب في عالم الظاهر وأما المؤثر الحقيقي فليس إلا أنه تعالى مكنه في الأرض وذلك لأن ذلك الملك كان متمكناً من القبول ومن الرد فنسبة قدرته إلى القبول وإلى الرد على التساوي وما دام يبقى هذ التساوي امتنع حصول القبول فلا بد وأن يترجح القبول على الرد في خاطر ذلك الملك وذلك الترجح لا يكون إلا بمرجح يخلقه الله تعالى إذا خلق الله تعالى ذلك المرجح حصل القبول لا محالة فالتمكن ليوسف في الأرض ليس إلا من خلق الله تعالى في قلب ذلك الملك بمجموع القدرة والداعية الجازمة اللتين عند حصولهما يجب الأثر فلهذا السبب ترك الله تعالى ذكر إجابة الملك واقتصر على ذكر التمكين الإلهي لأن المؤثر الحقيقي ليس إلا هو....الى قوله : واعلم أن قوله يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء يدل على أنه صار في الملك بحيث لا يدافعه أحد ولا ينازعه منازع بل صار مستقلاً بكل ما شاء وأراد ثم بين تعالى ما يؤكد أن ذلك من قبله فقال نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء أزهـ تفسير الرازي : مفاتيح الغيب ـ (18/ 129.
وقال الرازي رحمه الله :
المسألة الأولى اعلم أن يوسف عليه السلام لما التمس من الملك أن يجعله على خزائن الأرض لم يحك فالله عن الملك أنه قال قد فعلت بل الله سبحانه قال وَكَذالِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى الاْرْضِ فههنا المفسرون قالوا في الكلام محذوف وتقديره قال الملك قد فعلت إلا أن تمكين الله له في الأرض يدل على أن الملك الملك قد أجابه إلى ما سأل وأقول ما قالوه حسن إلا أن ههنا ما هو أحسن منه وهو أن إجابة الملك له سبب في عالم الظاهر وأما المؤثر الحقيقي فليس إلا أنه تعالى مكنه في الأرض وذلك لأن ذلك الملك كان متمكناً من القبول ومن الرد فنسبة قدرته إلى القبول وإلى الرد على التساوي وما دام يبقى هذ التساوي امتنع حصول القبول فلا بد وأن يترجح القبول على الرد في خاطر ذلك الملك وذلك الترجح لا يكون إلا بمرجح يخلقه الله تعالى إذا خلق الله تعالى ذلك المرجح حصل القبول لا محالة فالتمكن ليوسف في الأرض ليس إلا من خلق الله تعالى في قلب ذلك الملك بمجموع القدرة والداعية الجازمة اللتين عند حصولهما يجب الأثر فلهذا السبب ترك الله تعالى ذكر إجابة الملك واقتصر على ذكر التمكين الإلهي لأن المؤثر الحقيقي ليس إلا هو....الى قوله : واعلم أن قوله يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء يدل على أنه صار في الملك بحيث لا يدافعه أحد ولا ينازعه منازع بل صار مستقلاً بكل ما شاء وأراد ثم بين تعالى ما يؤكد أن ذلك من قبله فقال نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء أزهـ تفسير الرازي : مفاتيح الغيب ـ (18/ 129.
سلسلة كشف الإضطراب عن آية الإجتناب(8)
بسم الله الرحمن الرحيم
كشف شبهة قولهم : أن الرسول الكريم قال الشيطان ستكون له طاعة وهو طاغوت كذلك يجوز طاعة الطاغوت من البشر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : في حجة الوداع ألا وإن الشيطان قد أيس ان يعبد في بلدكم هذا أبدا ولكن ستكون له طاعة فيما تحقرون . أهـ
أقول بعون الله .
أولا: الأحاديث النبوية قيلت في واقع اسلامي محكوم باحكام الإسلام ليس فيه معبودات من دون الله تعالى لها سلطان كمثل طاغوت البشر و القانون الوثن اللذان يسيرا كل حركة الحياة العصرية وخاصة في هذا الواقع الذي يبحث البعض عن مخرجا يجعلهم يطيعون الطاغوت وشرائع الطاغوت الإله من دون الله من اجل العيش في الدنيا الذائلة !!!.
ثانياً : الحديث الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ألا وإن الشيطان قد أيس ان يعبد في بلدكم هذا أبدا ولكن ستكون له طاعة فيما تحقرون وفي رواية ولكن رضى بالتحريش بينكم هل يفهم أصحاب هذه الشبهة من هذا الحديث عموم ومطلق الزمان ؟!! وعموم الأفراد ؟! ! فإن فهموا هذا فهمهم شيطاني وعلى قولهم هذا لا يوجد كفر في جزيرة العرب حتى تقوم الساعة وهذا مخالف للواقع الآن وحصول الردة بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم إن أكثر العرب ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم- فكثير منهم رجعوا إلى الكفر وعبادة الأوثان، وكثير صدقوا من ادعى النبوة كمسيلمة وغيره ! فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى[رواه مسلم بلفظ: (لا يذهب الليل والنهار حتى تُعبد الأَّت والعزى)(7299) ], وقال:لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة [رواه البخاري (7116)]، وهو صنم كان لهم في الجاهلية بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- لهدمه جرير بن عبد الله. فتبين أن عبادة الشيطان وجدت بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-في جزيرة العرب، وتوجد إلى آخر الزمان بهذه النصوص الثابتة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قال: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن. رواه البخاري (3450). ومعلوم ان عبادة الاوثان هي عبادة للشيطان ..فقد جاءت رواية بلفظ : ولكن ستكون له طاعة فى بعض ما تحتقرون من أعمالكم. أهـ. فاينتبهوا لـقوله بعض ما تحتقرون من اعمالكم. وقد بينت الروايات الأخرى كيفية هذه الطاعة وفي أي شيء وهو ما وراه الترمذي مانصه:فإن الشيطان قد أيس أن يعبد ولكنه قد رضى منكم بالتحريش وهو المراء في الدين أ.هـ والمراء في الدين من معانيه الطعن في الدين ومن معانيه الشك في الدين ومن معانيه تحريف الدين ومن معانيه تزيين الباطل وهذه كلها من معاني الكفر وقد تحتمل غير الكفر بقيود فعلى ذلك فإن الطاعة هنا محتملة لأكثر من معنى والقاعدة تقول : إذا ورد الإحتمال بطل الإستدلال وعندنا الدلة كثيرا ﺻﺮﻳﺤﻪ بعدم طاعة الكفار مثال قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} وقوله : وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَىٰ بِاللهِ وَكِيلًا}.،وقوله : فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا}.،وقوله :فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}. إذا كان الله نهى عن طاعة الكفار فالطاغوت أشد وأعظم نهيا من الكفار وإذا كان الله تعالى : نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من هم دونه أولى بالنهي لهذا جاء النص بإجتناب الطاغوت بقوله تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}. وهذه الادِلة أوضح مِن الشمس في ربع النهار .
ثالثاً : الأحاديث التي وردت في هذا الباب
1- مقيدة بالشيطان الجن الذي يغوي ويزين الفتنة ويذخرفها بين الناس .
2 - بأي نص صرفوا الحديث من ظاهره من الشيطان إلى طاغوت من الإنس أو والجماد؟
3- إن قولهم الشيطان طاغوت . نجيب عليهم كذالك الأوثان والأصنام طاغوت هل يجوز طاعة الأوثان والأصنام كما أن الشيطان الطاغوت؟! .
أن قالوا: طاغوتية الأوثان والأصنام تختلف من طاغوتية الشيطان حينها نجيب عليهم : لماذا فرقتم هنا كنتم تقولون كلاهُما طاغوت ؟
ربعاً: هؤلاء لا يُحسنون التعامل مع الأحاديث ومن المعلوم لا يُعمل بإستقلال رواية دون غيرها والحديث الذي نحن بصدده الذي ورد في خطبة حجة الوداع : مانصه ؛ ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا، ولكن ستكون له طاعة في بعض ما تحقرون من أعمالكم يرضى بها. أهـ وجاءة رواية للبزار بلفظ :ولكن رضي منكم بالمحقرات أ.هـ وفي رواية لأحمد وغيره بلفظ: ألا أن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكنه في التحريش بينكم أ.هـ
فالأحاديث جميعها تبين لفظين لا ثالث لهم في لفظ الطاعة - محقرات الأعمال التحريش. فكلاهما معاصي دون الشرك يزينها الشيطان للمسلم ولا يعني اتباع الشيطان في المعاصي كالتعامل مع الطاغوت الإله الباطل من البشر والجماد .
اين قول : الرسول الله صلى الله عليه وسلم الصريح : أن للطاغوت طاعة ؟
إنما كلام النبي عليه السلام في الأحاديث محصور في شيطان الجن وليس هناك لفظ لطاغوت أصلا .. ربما يقول : قائل إذا أنت تقول: إن الشيطان طاغوت اذا أتباعه مسلم في فعل معصية
لا تكفره وإذا أطاع المسلم طاغوت من البشر في أمر مباح لماذا تكفره . أهـ
فالأحاديث جميعها تبين لفظين لا ثالث لهم في لفظ الطاعة - محقرات الأعمال التحريش. فكلاهما معاصي دون الشرك يزينها الشيطان للمسلم ولا يعني اتباع الشيطان في المعاصي كالتعامل مع الطاغوت الإله الباطل من البشر والجماد .
اين قول : الرسول الله صلى الله عليه وسلم الصريح : أن للطاغوت طاعة ؟
إنما كلام النبي عليه السلام في الأحاديث محصور في شيطان الجن وليس هناك لفظ لطاغوت أصلا .. ربما يقول : قائل إذا أنت تقول: إن الشيطان طاغوت اذا أتباعه مسلم في فعل معصية
لا تكفره وإذا أطاع المسلم طاغوت من البشر في أمر مباح لماذا تكفره . أهـ
الجواب :
أ- المسلم لا يوجد عنده طاغوت اصلا بعد أن نفاه وأثبت الأولوهية لله تعالى وإذا وسوس له الشيطان مثلا فعل الزنا وزنا هنا أتباع الشيطان في معصية الله لأنه أدخل نفسه تحت سلطانه وأمر (بالسوء والفحشاء ) بدليل قوله تعالى : إنما يأمركم بالسوء والفحشاء الآية ولا تصبح وسوسة الشيطان سلطانا إلا إذا أستجاب له فيما يوسوس به من الشرك والمعصية ويوضح هذا المعنى الآية التالية (إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون)، وإنما قلت: فيما يوسوس به من الشرك؛ لأن من المؤمنين من يتأثر بوسوسة الشيطان فيقع في المعاصي، فالمؤمنون غير معصومين عن المعاصي،وإنما ليس له سلطان عليهم في أمرهم بالشرك.
أ- المسلم لا يوجد عنده طاغوت اصلا بعد أن نفاه وأثبت الأولوهية لله تعالى وإذا وسوس له الشيطان مثلا فعل الزنا وزنا هنا أتباع الشيطان في معصية الله لأنه أدخل نفسه تحت سلطانه وأمر (بالسوء والفحشاء ) بدليل قوله تعالى : إنما يأمركم بالسوء والفحشاء الآية ولا تصبح وسوسة الشيطان سلطانا إلا إذا أستجاب له فيما يوسوس به من الشرك والمعصية ويوضح هذا المعنى الآية التالية (إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون)، وإنما قلت: فيما يوسوس به من الشرك؛ لأن من المؤمنين من يتأثر بوسوسة الشيطان فيقع في المعاصي، فالمؤمنون غير معصومين عن المعاصي،وإنما ليس له سلطان عليهم في أمرهم بالشرك.
فالكفار تسلطه عليهم بالإغواء والتزين والإضلال وتمكنه منهم، بحيث يؤديهم إلى الشرك ويدعوهم إليه، ولا يدعهم يتركونه كما قال تعالى: {أَلمْ تَرَ أَنَّا أرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أزا}.
ب- ألأصل في الأشياء الإباحة إلا ياتي نص يحرم أو قرينة تصرفه عن أصلها ودخول الطاغوت في أخذ المباح أصبح قرينة صرفت المباح عن أصله وأصبح المباح يؤخذ من عند الطاغوت البشري الذي حرام المباح إلا عبر أمره و شريعته
والله يقول : أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله نضرب مثال على ذلك الذي يسافر عبر شرع الطاغوت ويستأذن من الطاغوت للسفر في أرض الله هذا لم يأذن به الله ومن أخذ مباح من غير شرع الله جعل مع الله شريك لأن المباح ضمن الأحكام التكليفية الخمسة لا توخذ إلا من الله سبحانه وتعالى والحكم هنا للفعل نفسه.
قال بن تيمية :معلوم بالإضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ إتباع غير دين الإسلام أو إتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب.أهـ
والله يقول : أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله نضرب مثال على ذلك الذي يسافر عبر شرع الطاغوت ويستأذن من الطاغوت للسفر في أرض الله هذا لم يأذن به الله ومن أخذ مباح من غير شرع الله جعل مع الله شريك لأن المباح ضمن الأحكام التكليفية الخمسة لا توخذ إلا من الله سبحانه وتعالى والحكم هنا للفعل نفسه.
قال بن تيمية :معلوم بالإضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ إتباع غير دين الإسلام أو إتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب.أهـ
فطاغوتية الشيطان هي : دعوته للشرك فيكون إتبعه في فعل الشرك والله عز وجل قال : ولا تتبعوا خطوات الشيطان) الله تعالى : ذكر التعامل مع الشيطان بالإتباع ولا يقال عنه (طاعة) لأن الطاعة لها صورة وَاحِدَة هي إصدار أمر من آمر له سلطان مادي بالنسبة للمأمور. والشيطان ليس له سلطان مادي إنما يدعو للشرك والمعصية دعو وليس أمر
قال تعالى : إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) ومعلوم أن معنى الدعوة هي : الطلب من الغير فعل الشيء مع اعطائه حرية الإختيار بالقبول والرفض وليس على معنى الأمر الذي يتعلق به حكم الكفر وهو: طلب الفعل على سبيل الإلزام والاستعلاء والذي يعني حكم الإيجاب الذي يعني التحليل والتحريم وهو أحد الأحكام الخمسة .
فبين الله تعالى لنا على لسان الشيطان أن ما فعله للذين اغواهم ليس طاعة له فهو لم يقول : فدعوتكم )(فأطعتموني أو أمرتكم فاطعتموني إنما قال : إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي .. فالاستجابة شيء والطاعة شيء آخر.
أ- فالاستجابة تكون للدعوة.
ب- والطاعة تكون للأمر.
لذلك عندما ندعوا الله تعالى: نطلب منه أن يفعل لنا شيء وطلبنا منه ليس أمر على سبيل الإلزام وإنما خاضع لمشيئته سبحانه وتعالى بقول فصل مبين: وقال ربكم أدعوني استجب لكم الآية. ولم يقل سبحانه أدعوني أطيعكم لأن صيغة طلب الفعل هنا هي دعوة وتعني الطلب من الأدنى الى الأعلى .. يترتب عليها استجابة فعلى هذا فإن طلب الشيطان منا إنما هو من باب الأدنى إلى الأعلى وهذا لما يكون الطالب ليس له سلطان والله تعالى بين هذا على لسان الشيطان ليس لى عليكم سلطان الآية والشيطان ليس له سلطان معنوي وهو سلطان الحجة ومن ناحية أخرى فهو أدنى من المسلم رتبة والمسلم أعلى منه وبما أن علاقته من خلال الوسوسة والتزيين والإغراء والغواية فصورة الأمر هي : طلب فعل من أدنى إلى أعلى على سبيل الغواية والتزيين والحكم في هذه الحالة يكون للفعل .
قال تعالى : إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) ومعلوم أن معنى الدعوة هي : الطلب من الغير فعل الشيء مع اعطائه حرية الإختيار بالقبول والرفض وليس على معنى الأمر الذي يتعلق به حكم الكفر وهو: طلب الفعل على سبيل الإلزام والاستعلاء والذي يعني حكم الإيجاب الذي يعني التحليل والتحريم وهو أحد الأحكام الخمسة .
فبين الله تعالى لنا على لسان الشيطان أن ما فعله للذين اغواهم ليس طاعة له فهو لم يقول : فدعوتكم )(فأطعتموني أو أمرتكم فاطعتموني إنما قال : إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي .. فالاستجابة شيء والطاعة شيء آخر.
أ- فالاستجابة تكون للدعوة.
ب- والطاعة تكون للأمر.
لذلك عندما ندعوا الله تعالى: نطلب منه أن يفعل لنا شيء وطلبنا منه ليس أمر على سبيل الإلزام وإنما خاضع لمشيئته سبحانه وتعالى بقول فصل مبين: وقال ربكم أدعوني استجب لكم الآية. ولم يقل سبحانه أدعوني أطيعكم لأن صيغة طلب الفعل هنا هي دعوة وتعني الطلب من الأدنى الى الأعلى .. يترتب عليها استجابة فعلى هذا فإن طلب الشيطان منا إنما هو من باب الأدنى إلى الأعلى وهذا لما يكون الطالب ليس له سلطان والله تعالى بين هذا على لسان الشيطان ليس لى عليكم سلطان الآية والشيطان ليس له سلطان معنوي وهو سلطان الحجة ومن ناحية أخرى فهو أدنى من المسلم رتبة والمسلم أعلى منه وبما أن علاقته من خلال الوسوسة والتزيين والإغراء والغواية فصورة الأمر هي : طلب فعل من أدنى إلى أعلى على سبيل الغواية والتزيين والحكم في هذه الحالة يكون للفعل .
كتبها الاخ ناصح امين حفظه الله ونفع الله به
0 التعليقات:
إرسال تعليق