الاثنين، 18 سبتمبر 2017

أولى الناس بإبراهيم عليه السلام




الحمد لله ربي العالمين الذي ﻫﺪﺍنا ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺩﻳﻨﺎ ﻗﻴﻤﺎ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﻨﻴﻔﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ و الصلاة والسلام على ابن ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﻴﻦ و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
قال تعالى:{ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران:68]
قال ابن حزم : " وقد أمرنا تعالى في نص القرآن بإتباع ملة إبراهيم عليه السلام وخبرنا تعالى أن من ملة إبراهيم المحاجة والمناظرة فمرة للملك ومرة لقومه والاستدلال كما أخبرنا تعالى عنه ففرض علينا اتباع المناظرة لنصرف أهل الباطل إلى الحق وأن نطلب الصواب بالاستدلال فيما اختلف فيه المختلفون
قال الله عز و جل {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} فنحن المتبعون لإبراهيم عليه السلام في المحاجة والمناظرة فنحن أولى الناس به وسائر الناس مأمورون بذلك
قال الله تعالى {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومن ملته المناظرة كما ذكرنا فمن نهى عن المناظرة والحجة فليعلم أنه عاص لله عز و جل ومخالف لملة إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما " أهـ الأحكام في أصول الأحكام [1/24].
فنحن أولى الناس بإبراهيم نحن الذين قلنا لكم و نقول لكم :
ماذا تعبدون ؟
ما هذه الدساتير و القوانين التي أنتم لها مطيعون ؟
أتعبدون ما تنحتون و الله خلقكم و ما تعملون؟!
ما هذه الدساتير و القوانين التي تحكمون بحكمها ؟
ما هذه الدساتير و القوانين التي تتحاكمون إلى أحكامها ؟
ما ﻫﺬﻩ الأقمشة ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﻢ ﻟﻬﺎ ﻋﺎﻛﻔﻮﻥ ، معظمون، مقدسون و قائمون ؟
أأتتخذون أوثانا (دستور ، قانون، أوطان ، قطع قماش) آلهة إن نراكم في ضلال مبين ؟
إن هذه الجمادات ( دساتير ، قوانين و قطع قماش ) التي هي من صنعكم و عملكم لا تنطق و لا تسمع و لا تنفع و لا تضر فكيف تعبدونها أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ؟!
فنحن أحق الناس بإبراهيم لأننا اتبعنا ملته فأسلمنا لله ربي العالمين واجتنبنا (تركنا) هذه الأوثان( القوانين) طاعة وحكما وتحاكما وإتباعا وعملا ومحافظة ،و تركنا القائمين عليها لأنهم يمثلونها.
نحن أولى الناس بإبراهيم لأننا لا نطيع هذه القوانين, نحن أولى الناس بإبراهيم لأننا لا نحكم بحكم هذه القوانين, نحن أولى الناس بإبراهيم لأننا لا نتحاكم إلى هذه القوانين, نحن أولى الناس بإبراهيم لأننا لا نعمل إلا بشرع الله سبحانه،نحن أولى الناس بإبراهيم لأننا لا نعمل من أجل غير الله سبحانه سواء كان وطنا أم قبيلة أو غيره،نحن أولى الناس بإبراهيم لأننا لا ننصر إلا من نصر الله تعالى, نحن أولى الناس بابراهيم لأننا لا نعمل في أنظمة تعمل من أجل المحافظة على الأوثان ( القوانين والدساتير) والإخلاص للمخلوقين نحن أولى الناس بإبراهيم لأننا متبرؤون من هذه القوانين والدساتير، نحن أولى الناس بابراهيم لأننا لا نلجأ إلى هذه الأنظمة لجلب نفع أو دفع ضر سواء كان مصلحة دنيوية أو أخروية،نحن أولى الناس بابراهيم لأننا ندعوا إلى إجتناب هذه الأوثان ( القوانين والدساتير والأنظمة وغيرها التي ما أنزل الله بها من سلطان)
نحن أولى الناس بإبراهيم و إسماعيل عليهما السلام لأننا أسلمنا لله رب العالمين أي أننا أخلصنا له الطاعة دون الأوثان ( قانون ودستور)، فالإسلام هو طاعة الله وحده وهذا المعنى دل عليه القرآن، و قصة الذبيح تؤيدُه،
قال تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة:131]
قال ابن جرير :
"يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} [البقرة: 131] إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ: أَخْلِصْ لِي الْعِبَادَةَ، وَاخْضَعْ لِي بِالطَّاعَةِ، وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى عَلَى مَعْنَى الْإِسْلَامِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّا مَعْنَى قَوْلِهِ: {قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة: 131] فَإِنَّهُ يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ مُجِيبًا لِرَبِّهِ: خَضَعْتُ بِالطَّاعَةِ، وَأَخْلَصْتُ بِالْعِبَادَةِ لِمَالِكِ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ وَمُدَبِّرِهَا دُونَ غَيْرِهِ ...... وقال تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البقرة: 128] يَعْنِيَانِ بِذَلِكَ: وَاجْعَلْنَا مُسْتَسْلِمَيْنِ لِأَمْرِكَ خَاضِعَيْنِ لِطَاعَتِكَ، لَا نُشْرِكُ مَعَكَ فِي الطَّاعَةِ أَحَدًا سِوَاكَ، وَلَا فِي الْعِبَادَةِ غَيْرَكَ. وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى عَلَى أَنَّ مَعْنَى الْإِسْلَامِ الْخُضُوعَ لِلَّهِ بِالطَّاعَةِ" تفسير الطبري.
قال تعالى:{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}[الصافات :102،103]
"قوله تعالى: فَلَمَّا أَسْلَما أي: استسلمَا لأمر الله عزّ وجلّ فأطاعا ورضيا." زاد الميسر.
"وقال تَعَالَى: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أَيْ فَلَمَّا تَشَهَّدَا وَذَكَرَا اللَّهَ تَعَالَى إِبْرَاهِيمُ عَلَى الذَّبْحِ وَالْوَلَدُ عَلَى شَهَادَةِ الْمَوْتِ وَقِيلَ أَسْلَمَا يَعْنِي استسلما وانقادا، إبراهيم امتثل لأمر الله تعالى وإسماعيل لطاعة الله وأبيه قاله مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وَابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُمْ " تفسيرابن كثير.
فمن أطاع الله و أطاع الأوثان ( قانون ودستور ) فأنه لم يسلم لله و كان من المشركين.
فالحمد لله الذي هدانا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدنا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق، و صلِّ اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More