شيوخ الإسلام لا
يعذرون بالجهل في اصل التوحيد
لكي لا نتخذ العلماء أربابا
من دون الله تعالى
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله الواحد
الأحد الفرد الصمد عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير والصلاة والسلام على
البشير النذير
الأخوة أهل الحق والإتباع
المعرضين عن التقليد والابتداع.
السلام عليكم ورحمة
الله وبعد
أولا: إن الهدف من
النقاش هو الوصول إلى الحق ومهمة الداعي هو البلاغ المبين ( وما على الرسول إلا
البلاغ المبين ) أما فهم واقتناع المدعو فهذا ليس من اختصاصنا ( انك لا تهدي من
أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين ).
ثانيا: قال بعض
المنتسبين الى التوحيد: إن اصل الدين فان الإنسان معذور فيه ما لم تبلغه الرسالة
أ.هـ
هذا قول ليس عليه
دليل صريح وأنا أعجب كيف يتم تقرير مسألة يتوقف عليها الشرع من كفر وإيمان دون
دليل صريح واضح فالله عز وجل جعل اصل الدين واضحا بقوله: ( ولقد بعثنا في كل أمة
رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى ومنهم من حقت عليه الضلالة
فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ).
فهذا كلام واضح مبين
فيه كيف يكون المرء مهتديا وكيف يكون ضالا.
فبعد الهداية قد يقع
الإنسان في نقض لهذا الإيمان فبين تعالى بقول واضح صريح: من كفر بالله من بعد
إيمانه إلا من اكره ). فمن فعل أو قال كفرا مكرها فهو معذور ولا يحكم عليه بكفر لا
في الدنيا ولا في الآخرة. هذا لمن حقق الإيمان أولا.
فمن جاء بكفر قبل
الإيمان هل يقال عنه انه لعدم بلوغه الرسالة لا يكفر ؟
فهو أصلا لم يحقق
الإيمان فكيف نعذره ؟ وهل يقال عنه مؤمن ؟
فانتبهوا رحمكم الله
هو لم يحقق الإيمان أصلا.
فهذه مسألة لا بد
فيها من دليل صريح وإلا كان قولا على الله تعالى بلا علم.
ثالثا: أن الرسل
عليهم السلام جاؤا بدعوة واحدة كما اخبر عنهم سبحانه: لقد أرسلنا نوحا إلى قومه
فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره )
فالسؤال:
ما هي الحجة الرسالية
في هذا الأمر ؟
وكيف تقام الحجة
الرسالية ؟
من يقيم الحجة
الرسالية ؟
وإذا لم يقتنع المبلغ
فهل تبقى الحجة الرسالية قائمة ؟
وقبل ذلك كيف أقام
الرسل الحجة الرسالية بهذا الأمر ؟ فالقائل يقرر إقامة الحجة الرسالية أي : إن
يأتي رسول ويقيم الحجة الرسالية .أو أن يأتي الرسول برسالة يقيم بها الحجة الرسالية.
فالرسل عليهم السلام
جميعا لم يبينوا هذا الأمر وجاء العلماء ( حسب قول القائل ) وأثبتوه.
فرسل لم يبينوه معنى
ذلك انه غير موجود.
وعلماء بينوه ( حسب
قول القائل) فمن أين جاؤا به ؟
رابعا: القائلون بهذا
يستندون الى ما فهموه من أقوال العلماء وبفضل الله تعالى من علم التوحيد وأصول
التعامل مع أقوال أهل العلم فالأمر هين بفضل الله ورحمته
ونحن نأتيهم بما قاله
الله تعالى وقاله رسوله عليه السلام فلا نجد منهم جوابا فمثلا ماذا يقولون في:
1- قوله تعالى: لا
تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم () فهؤلاء اثبت الله تعالى لهم إيمانا فكيف حكم
عليهم بالكفر دون إقامة الحجة الرسالية ؟
2- قوله تعالى عن أهل
الكهف: هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن
افترى على الله كذبا () إلى قوله: إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في
ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا ()
فالله تعلى ما عذرهم
كونهم لم يأتيهم رسول ولا يقولن قائل إن هؤلاء الفتية آمنوا لوجود الرسول فالله
تعالى بين أن سبب إيمانهم التفكر: وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب
السموات والأرض لن ندعوا من دونه أحدا ()
3- وكذلك قول بني
إسرائيل لموسى عليه السلام: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون () إن
هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون ()
فلم يقل لهم إنهم
معذورون كونهم لم تبلغهم الحجة الرسالية وإنما حكم عليهم ( إن هؤلاء متبر ما هم
فيه وباطل ما كانوا يعملون ()
أي: إن -عملهم مهلكهم
وأعمالهم باطلة ولا يحبط العمل إلا الشرك.
4- أما السنة فلم يرد
عنه عليه الصلاة والسلام انه قال عمن عبد غير الله تعالى أي: من نقض ركن النفي انه
معذور حتى تبلغه الرسالة.
بل الأمر بعكس ذلك:
فهو عندما أرسل رسله يدعون الملوك قال لهم: اسلم تسلم () فهو حكم عليه بعدم
الإسلام أي: بالكفر فمن لم يكن مسلما فهو كافر.
وقال لهرقل: فإنما
عليك إثم الإريسيين. فقد أثبت الإثم لعامة الروم دون إبلاغهم الرسالة ( اصل
الرسالة) وجعل إثمهم مضافا إلى إثم هرقل.
والأدلة كثيرة لا
سبيل لاستقصائها.
قل هاتوا برهانكم إن
كنتم صادقين.
فالحق أحق أن يتبع
ولا حق إلا قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام.
خامسا: أما إنهم جاؤا
بالأدلة من قرآن وسنة فلا والذي أرسل محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.فأين
هي ونطالبهم بأدلة واضحةبالظن.لا تحتمل إلا ما يقولونه أمابالظن.د الاحتمال فقد
أصبحت هذه ابالظن.ظنية ولا يقال في أصل الدين بالظن.
أما إيرادهم لأقوال
العلماء فمن حقنا أن نعلم أدلتهم الشرعية التي استندوا إليها فنحن نعبد الله على
بصيرة وأقوالهم قابلة للأخذ والرد.فإن كانت المسألة نقل أقوال العلماء فقد أوردنا
أقوالا للعلماء أنفسهم مناقضة لما ذكر فما الحل ؟
إما إلغاء القولين
والرجوع إلى قول الله وقول رسوله عليه السلام.
وإما إلغاء أحدهما.
وإما الجمع بينهما.
وأقوال العلماء
الربانيين لا يعقل أن تكون دون استناد إلى أدلة شرعية إما بدلالة المنطوق أو
المفهوم فأولا وأخيرا لا بد من بيان هذه الأدلة.
سادسا: قال قائلهم:
ولا أدري بأي لغة يفهم أبو البراء، فمثلا لو أحضرنا له العبارة التالية لابن
تيمية:
((ونحن نعلم بالضرورة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته أن يدعوا أحدا من الأحياء والأموات
- لا الأنبياء ولا غيرهم - لا بلفظ الاستغاثة ولا بلفظ الاستعانة ولا بغيرهما، كما
أنه لم يشرع لهم السجود لميت ولا إلى ميت، ونحو ذلك، بل نعلم أنه نهى عن ذلك كله،
وأنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله، ولكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة
في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول))
[الرد على البكري].
فلن يعجز أبو البراء
أن يحرف كلام ابن تيمية ويصرفه عن ظاهره من أجل موافقة هواه، ولا يجرؤ أن يقول
أخطأ ابن تيمية في ذلك، لأنه رتب على الخطأ في هذه المسألة كفر المخالف، وهذا ما
يجعله يحرف أقوال العلماء. أ.هـ
أقول :لا ادري عن أي
تحريف يتكلم فنحن لسنا بحاجة الى تحريف قول عالم لأننا نتعامل مع أقوالهم بالرد
الى القرآن والسنة ولا نحمل كلامهم على مخالفة الدين. وكلام العلماء يستأنس به على
ما يفهم من الأدلة الشرعية موافقة لها وليس مخالفة فإذا تحقق هذا في قول العالم
أوردناه مستأنسين وليس مستدلين. وقول العلماء ليس حجة في موضع النزاع وليس فصلا في
المسألة.
أما بخصوص هذا القول
فهو بناء على الفهم الصحيح ما يلي:
1- انظر إلى قوله:
وانه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله أ.هـ فقد ذلك.ليه بأذلك.ك فهل هو عبادة لغير
الله تعالذلك.شك في ذلك.
الآن انظر إلى قوله:
ولكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين أ.هـ
فأقول: أليس رسالة
الرسول عليه السلام هي: اعبدوا الله ما لكمأنا.له غيره () فهل هؤلاء يجهلون هذا
فان قلت نعم فمصيبة أتدرى لماذا لأن هذا جهل بأصل الدعوة وابن تيمية رحمه الله يقول:
وقلة العلم بآثار الرسالة أ.هـ فالجهل بآثار الرسالة وليس بأصل الرسالة، فآثار
الرسالة هي تفصيلات الشريعة أليس كذلك ؟ أم أن هذا تحريف فهذا صريح قوله رحمه الله
الذي تنقله أنت لا أنا.
فنربط قوله هذا بقوله
السابق وهو أن كلامه: يتعلق بدعاء الأحياء أو الأموات أو السجود لغير الله فنرى
علاقة هذه الأمور بتفصيلات الشريعة هل لها وجه أم لا ؟
وقبل ذلك هل قال إن
من عبد غير الله تعالى لا نكفره حتى تقوم عليه الحجة الرسالية فأين كلامه الصريح
بهذا فان وجدت كلاما مثل هذا فعندها يحق لك أن تقول أننا نحرف كلامه أما أن تحرف
كلامه وتجعله بهذا المعنى وهو لا يدل عليه فأنت تعيب غيرك فيما وقعت فيه
2- ثم انظر إلى قوله:
لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول)) أ.هـ
أقول: كيف يستقيم
قوله هذا مع ما فهمته يا __________فان ما ذهبت إليه من أن كلامه متعلق بأصل الدين
فمعنى ذلك أن قوله: لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم أن الرسول جاء بعبادة الله
وحده واجتناب عبادة غيره ) فمعنى ذلك انه يتكلم عن أناس يعتبرون أنفسهم مسلمين في
واقع إسلامي ومع ذلك يجهلون أن الرسول جاء بـِ اعبدوا الله ما لكم من اله غيره.
أمر آخر هو إن قوله:
حتى يبن لهم ما جاء به الرسول: هل ما جاء به الرسول شيء واحد أم اصل للدين وشرائع
؟
لأن هناك من الشرائع
من فعلها بعد بلوغه الدليل ( الحجة الرسالية ) يكون كافرا وقبل إقامتها لا يكون كافرا.
أما اصل الدين فلا ينطبق عليه ذلك.
3- قوله: لم يمكن
تكفيرهم أ.هـ
هل هذا قول صريح لا
يفهم منه إلا أنهم غير كفار ؟
فهذا القول يختلف عن القول:
لا يكفرون أو لا يجوز الحكم عليهم بالكفر أو لا يمكن أن يكونوا كفار فشتان بين القولين.ولو
كان كذلك لطلبنا الدليل أيضا ولا يعقل أن يتكلم بهذا دون بيان دليله وهو العالم
الرباني الذي كان من اشد المنكرين على أهل التقليد وعلماء زمانه الذين يقولون
بالشرع دون بيان أدلة.
وهذا القول بمن فعل
هذه الأمور الشركية فان كانت من تفصيلات الشريعة وهو صريح قوله فمعنى ذلك لا بد
قبل الحكم عليهم بالكفر إقامة الحجة عليهم.
وان كانت غير ذلك
فالوقت وقت دعوة وحينها فان مجال التبليغ فيه فسحة بحيث يؤخر الحكم على هؤلاء حتى
يبين لهم ذلك.مع أنهم قبل البيان حكمهم لم يتغير.
فهل قال إنهم: غير
كفار ؟
فاتق الله يا هذا وكن
من الوقّافين مع الحق ولا تأخذ أقوال العلماء بتفسيرك وإنما خذ كلامهم إما بالرد
إلى قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام أو بتفسيرهم هم لأقوالهم.
قال رحمه الله: وأما
أهل العلم والإيمان فهم على نقيض هذه الحال يجعلون كلام الله وكلام رسوله هو الأصل
الذي يعتمد عليه وإليه يرد ما تنازع الناس فيه فما وافقه كان حقا وما خالفه كان
باطلا ومن كان قصده متابعته من المؤمنين وأخطأ بعد اجتهاده الذي استفرغ به وسعه
غفر الله له خطأه سواء كان خطؤه في المسائل العلمية الخبرية أو المسائل العملية
فإنه ليس كل ما كان معلوما متيقنا لبعض الناس يجب أن يكون معلوما متيقنا لغيره
وليس كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه كل الناس ويفهمونه بل كثير
منهم لم يسمع كثيرا منه وكثير منهم قد يشتبه عليه ما أراده وإن كان كلامه في نفسه
محكما مقرونا بما يبين مراده لكن أهل العلم يعلمون أ.هـ درء التعارض1/277.
فان تيمية رحمه الله يقرر
أن من أصوله:
أولا: إن أقوال الناس
( علماء وعامة) ترد الى قول الله تعالى وقول رسوله عليه الصلاة والسلام وهو الأصل
المعتمد فقط واليه يرد التنازع فما وافقه فهو حق وما خالفه فهو باطل..
ثانيا: إن الخطأ
المغفور هو في ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من تفصيلات الشريعة فقط فهذا
هو الذي فيه محال الخطأ من وجوه:
- فإنه ليس كل ما كان
معلوما متيقنا لبعض الناس يجب أن يكون معلوما متيقنا لغيره.
- وليس كل ما قاله
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه كل الناس ويفهمونه بل كثير منهم لم يسمع كثيرا
منه.
- وكثير منهم قد
يشتبه عليه ما أراده وإن كان كلامه في نفسه محكما مقرونا بما يبين مراده لكن أهل
العلم يعلمون. أي يكون من المسائل الخفية والدقيقة التي لا يعلمها إلا أهل النظر.
فهو رحمه الله تعالى
لا يتكلم عن أصل الدين سواء ركن النفي إجمالا أو تفصيلا ولا يتكلم عن ركن الإثبات إجمالا
وإنما يتكلم عن تفصيلاته وهو ما يطلق عليه الحجة الرسالية أو تفصيلات الشريعة (
كيفية عبادة الله تعالى من حيث الجزئيات والتفصيل)
هذا من ناحية أما من
ناحية التركيب اللفظي فان (لم) لا تفيد النهي أو النفي كـ (لا) فالقول: لم يمكن
تكفيرهم يختلف اختلافا كبيرا عن القول: لا يمكن تكفيرهم.
وانظر لقول شيخ
الإسلام في العقيدة الاصفهانية مثلا: وهؤلاء أيضا زنادقة لأن أصل الإيمان هو الإيمان
بالله واليوم الآخر وهؤلاء جحدوا اليوم الآخر وإن آمنوا بالله تعالى وصفاته
والصنف الثالث:الإلهيون
وهم المتأخرون مثل سقراط وهو أستاذ أفلاطون وأفلاطون أستاذ أرسطاطاليس وأرسطاطاليس
هو الذي رتب لهم المنطق وهذب لهم العلوم وخمر لهم ما لم يكن مخمرا من قبل وأوضح
لهم ما كان أحجى من علومهم وهم بجملتهم ردوا على الصنفين الأولين من الدهرية
والطبيعية وأوردوا في الكشف عن فضائحهم ما أغنوا به غيرهم وكفى الله المؤمنين
القتال بقتالهم ثم رد أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن كان قبله من الإلهين ردا
لم يقصر فيه حتى تبرأ عن جميعهم إلا أنه استبقى أيضا من رذائل كفرهم وبدعتهم بقايا
لم يوفق للنزوع عنها فوجب تكفيرهم وتكفير متبعيهم من المتفلسفة الإسلاميين كابن
سينا والفارابي وأمثالهما أ.هـ 1/145
فأين إقامة الحجة
الرسالية ؟ فهذا الأمر لا مجال فيه للحجة الرسالية لأنه يتعلق بركن النفي إجمالا أو
تفصيلا ولذلك حكم عليهم بالكفر ولم يثبت لهم عذرا سواء جهلا أو تأويلا أو عدم بلوغ
حجة رسالية الخ.
فهو رحمه الله يقول
بالنص: فوجب تكفيرهم وتكفير متبعيهم من المتفلسفة الإسلاميين كابن سينا والفارابي
وأمثالهما أ.هـ فحكم بوجوب تكفيرهم حتى من ادعى الإسلام منهم وكذلك وجوب تكفير متبعيهم.
ووجوب التكفير مضاد لإقامة الحجة الرسالية ولا يجتمع معه. فهل هناك أوضح من قوله
هذا لقوم يعقلون؟
أما بخصوص قول ابن
تيمية الذي نقلته فهو مقتطع من كلام طويل وفقرته ناقصة وهو كما يلي: فأنا بعد
معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات
لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها ولا بلفظ
الاستعاذة ولا يغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل
نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن
لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك
حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه ولهذا ما بينت هذه
المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن وقال هذا أصل دين الإسلام وكان بعض
الأكابر من الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول هذا أعظم ما بينته لنا لعلمه بأن هذا
أصل الدين أ.هـ الرد على البكري 2/731
ويوجد بعد هذا الكلام
كلام طويل يتحدث عن هؤلاء وأنهم خرجوا لقتال التتار وقال بان هذا ليس قتال شرعي
الى آخر كلامه فليراجع.
فانظر الى قوله: فأنا
بعد معرفة ما جاء به الرسول أ.هـ فهل كلامه مجمل متعلق بأصل ما جاء به الرسول من
ركالشريعة.والإثبات أم متعلق بما جاء به من تفصيلات الشريعة ؟ فهذا يجيب عليه صغار
طلبة العلم بان المقصود تفصيلات الشريعة.
سابع: قولهم: وهو ( أي:
أبو البراء) لا يأتي بدليل على ما يقول، وكأن كلامه دليل، ويفهم مخالفه خطأ، ثم
يحمل عليه ويضلله ويكفره، وهو أحق بالتضليل أ.هـ
أقول: هذه شهادة يسأل
عنها يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم
وهذه شهادة مبالغ
فيها فكل من يقرأ ما اكتبه يعلم علم اليقين أنني لا اذكر أمرا إلا بأدلته وما قررت
شيئا من عندي دون دليل فالبينة على القائل ولو قل إن استدلاله في غير محله أو
نخالفه فيه لكان قوله اقرب ولكنه نفى الأدلة وهذا بيان عدم صحته لا يحتاج إلى بيان.
ثم بعد هذا البيان من
هو الذي فهم أقوال العلماء ليس خطأ وإنما بما ينقض أصل الدين ؟
كما واجعل هذا شهادة
في أعناق كل من يقرأ.
والله يهدي من يشاء
إلى صراط مستقيم
تاسعا:قولهم: ونحن
بعد ما ذكرنا مرارا وتكرارا أدلة ما ذهبنا إليه من الكتاب والسنة، ثم استعرضنا
أقوال أهل العلم في المسألة عاد أبو البراء ليعترض فيقول أن أقوال العلماء ليست
بدليل، ليوهم القارئ بأننا نستدل بأقوال العلماء، وهذا من سوء الأسلوب وقلة تحري
الحق، وهذا منهج المراوغين المتبعين لأهوائهم، وسائر أهل البدع. أ.هـ
أقول:1- أين هذه
الأدلة ؟
ثم هل تظنون أن إيراد
قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام يقال عنه دليل؟ إذن فأنتم لا تعلمون معنى الدليل:
فالدليل هو ما يتوصل به الى معرفة الشيء بحيث يكون واضحا فهو موضح لما هو ليس
بواضح فإذا أصبح الموضح غير واضح فكيف يكون دليلا على غيره وهو في ذاته غير واضح.فعندها
فهو ليس دليل.
2- نعم إن أقوال
العلماء ليست أدلة في محل النزاع
3- وأما باقي أقوالهم
فالله يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.
وأخيرا انقل أقوال
شيوخ الإسلام الواضحة البينة:
قال شيخ الإسلام محمد
بن عبد الوهاب رحمه الله:وأما الأمور التي هي مناقضة لأصل التوحيد والإيمان
والرسالة فقد صرح رحمه الله - ابن تيميه - في مواضع كثيرة بكفر أصحابها وقتلهم بعد
الاستتابة ولم يعذرهم بالجهل مع أنا نتحقق أن سبب وقوعهم في تلك الأمور إنما هو
الجهل بحقيقتها، فلو علموا أنها كفرٌ تخرج من الإسلام لم يفعلوها.أ.هـ(1).
وقال أيضاً: وقد ذكر
شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم في غير موضع:أن نفي التكفير للمكفرات قولها وفعلها
فيما يخفى دليله ولم تقم الحجة على فاعله، وأن النفي يراد نفي تكفير الفاعل وعقابه
قبل قيام الحجة عليه، وإن نفي التكفير مخصوص بمسائل النزاع بين الأئمة.أ.هـ(3)
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله: ولا ريب أنه قد انضم إليهم _ القرامطة- من الشيعة والرافضة من لا
يكون عالماً بحقيقة حالهم ولا موافقاً لهم على ذلك، فيكون من أتباع الزنادقة
المرتدين الموالي لهم الناصر لهم بمنزلة أتباع الاتحادية الذين يوالونهم ويعظمونهم
وينصرونهم ولا يعرفون حقيقة قولهم في وحدة الوجود وأن الخالق هو المخلوق، فمن كان
مسلماً في الباطن وهو جاهلٌ معظمٌ قول ابن عربي وابن سبعين وابن الفارض وأمثالهم
من أهل الاتحاد فهو منهم أ.هـ(4).
وقال أيضاً: فمن كان
من هذه الأمة موالياً للكفار من المشركين وأهل الكتاب ببعض أنوا ع الموالاة ونحوها
مثل إتيانه أهل الباطل وأتباعهم في شيء من مقالهم وفعالهم كان له من الذم والعقاب
والنفاق بحسب ذلك. وذلك مثل أتباعهم في آرائهم وأعمالهم كنحو أقوال الصابئة
وأفعالهم من الفلاسفة ونحوهم المخالفة للكتاب والسنة ونحو أقوال اليهود والنصارى
وأفعالهم المخالفة للكتاب والسنة ونحو أقوال المجوس والمشركين وأفعالهم المخالفة
للكتاب والسنة.
ومن تولى أمواتهم أو
أحياءهم بالمحبة والتعظيم والموافقة فهو منهم كالذين وافقوا أعداء إبراهيم الخليل
من الكلدانيين وغيرهم من المشركين... ثم ذكر باقي الطوائف... ثم قال: ولا ريب أن
هذه الطوائف وإن كان كفرها ظاهراً فإن كثيراً من الداخلين في الإسلام حتى من
المشهورين في العلم والعبادة والإمارة قد دخل في الكثير من كفرهم وعظمهم ويرى
تحكيم ما قرروه من القواعد ونحو ذلك وهؤلاء كثروا في المتأخرين ولبّسوا الحق الذي
جاءت به الرسل بالباطل الذي كان عليه أعداؤهم.أ.هـ(1)
: وانظر ما قاله
العلامة ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين وباب السعادتين في الطبقة السابعة
عشر من مراتب المكلفين وطبقاتهم وهي كما قال: طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم
وحميرهم الذين هم معهم تبعاً لهم يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أسوة بهم...
إلى قوله وقد اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالاً إلى آخر كلامه.أ.هـ
وقال الشيخ عبد الله
بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله: فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولاً أو مجتهداً أو
مخطئاً أو مقلداً أو جاهلاً معذور، مخالف للكتاب والسنة والإجماع مع أنه لا بد أن
ينقض أصله.أ.هـ(2)
والحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين
0 التعليقات:
إرسال تعليق